يا برهان إحذر ثم إحذر
الهندي الريح
يا سيادة رئيس مجلس السيادة لا تنخدع بالأماني ولا ينطلي عليك السراب ولاتسمع لقول المتزلفين يخفون عنك الحقائق و يبعدون عنك المسؤولية ، لا يا سيادة الرئيس فيجب أن تعلم أنك المسؤول الأول والمباشر عن كل ما يحدث في هذه البلاد أمام الله وأمام التاريخ إن خيراً فخير وإن شراً فشر كما يجب أن تشعر قلبك عظم هذه المسؤولية وما يترتيب عليها فلا تستغشي ثيابك منها ولا تصم آذانك عنها .
إحذر يا سعادة الرئيس أن تُخوف بالهمبول وصوت دق الطبول أو أن تُرَهَب بقعقعة الشنّان و عض البنان فيثنيك ذلك عن القيام بواجباتك تجاه شعبك ووطنك (والقلب إن ثبت ما بخوفو الكُشكيش) وتمثل قول عمر الفاروق (لستُ بالخبِّ والخبُّ لا يخدعني) فلا تلتفت إلي أحد منهم فلن يضروك إلا أذى ولا يدهمنك من دهمائهم عددٌ فإن جلهم بل كلهم بقر .
إحذر يا برهان أن تنزلق البلاد في عهدكم إلي حرب أهلية قبلية لا تبقي ولا تذر بدأت نذرها تلوح في النيل الأزرق وغرب كردفان وفي دارفور وهي علي مرمى حجر من كل العواصم ولا عاصم ، والخرطوم تجلس علي فوهة بركان يتلظى في إنتظار إشعال عود الثقاب (لو بكلمة) قبل إندلاع اللهيب .
إحذر يا برهان أن تُفَرِط في إستقلال السودان عبر رهن السيادة الوطنية للخارج لثلاثية كانت أم رباعية أو دشلونية أو لكل من أغرته سيولة الحكم في السودان أن (يتعلم الحجامة في قفى اليتامة) وتذكر مواقف من سبقوك في هذا الموقع وكيف تصدوا بشجاعة لكل محاولات إنتقاص السيادة الوطنية من لدن الأزهرى وإلى عهد البشير القابع الآن في غياهب السجون .
إحذر يا برهان أن ينفرط عقد الأمن وتدور رحى حرب من داخل البلاد ومن خارجها تجعل الرجل منا يقول
(أَنجُ سعد
فقد هلك سعيد) فقد زاد السلاح في أيدي الناس وأزدادت الجيوش وأزداد خطاب الكراهية يوغر بالعداوة الصدور ويقدح بالضغائن القلوب (ورُبَّ خطاب ثارت منه خطوب) .
إحذر يا برهان أن يتسلل الإرهاب في عهد سيادتكم إلى ربوع السودان في ظل هذه الغفلة و الميوعة في الحكم (خلا لك الجو فبيضي وأصفري) وقد طالعتنا الوسائط بأن الدعوات من قادة التنظيمات الإرهابية قد بدأت والتوجيهات قد صدرت لعضويتهم لسودنة القتال في السودان .
إحذر يا برهان غاية الحذر من أن يتقسم السودان في ظل عهدك هذا الي دويلات ضعيفة متناحرة يأكل بعضها بعضا وقد بدأت بعض الأقاليم تنادي بتقرير المصير في ظل وجود دولة لا تلبي طموحاتهم .
يا برهان هيئ لرجلك قبل الوطء موضعها فمن علا زلقاً عن غرةٍ زلجا وأحذر من التقافز علي الحبال فإنه يجر الوبال ويجلب الإنتقام ويبرر الخيانة ، وإياك يا برهان من الرهان علي المنبتين الذين لا قواعد لهم ولا جذور فإن (المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقي) ومن جرب المجرب حاقت به الندامه ففقد أنصاره واستحال انتصاره وكشف ضعفه وقلة حيلته وهوانه علي الناس وقد قيل (إحتاج إلي الصوف من جزّ كلبه).
إن الحَذِرَ يُؤتى من مأمنه يا سيادة الرئيس فأحذر إن إستفحلت الأمور فوق ما هي عليه الآن من غضبة مضرية من داخل الجيش الذي تقوده تقلب الأمر رأساً علي عقب وتدخل البلاد في متاهة جديدة .
إحذر يا برهان من أن تقع في حبائل فخ خلاف بينك وبين نائبك في المجلس السيادي يقود إلي صدام بين الجيش و قوات الدعم السريع (فأنفك منك ولو كان أجدع) وبعض الشر أهون من بعض .
إحذر يا برهان أن يسفك دما حرام علي أرض السودان من غير وجه حق فيكون لك كفل منه وإن سفك بيد غيرك .
أعلم يا برهان أنك تصدرت حمل أمانة ومسؤولية يجب أن تأخذها بحقها وأن تسلمها لأهلها عبر إنتخابات حرة ونزيهة وإن أي حل غير ذلك يكون حرث في البحر وتأزيم للمشكلات .