مقالات

لقد عبرت قطر

المسار نيوز لقد عبرت قطر

ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين أنه أمر عجيب وداء خطير ومنذ أن دحي الله البسيطة وأخرج ماءها ومرعاها فقد كان هذا الداء العضال موجودا وبين بعض الأفراد الذين توارثوه كابر عن كابر ، وقد كان هذا الأمر محصورا بين شخص وشخص ثم بين أسرة وأسرة وفئة وأخري وقبيلة وقبيلة وطائفة ومنافستها حتي علا الي حتي بين الإخوة في البيت الواحد وحتي هنا ليس في الأمر عجب ، وقد انتشر هذا المرض في بلادنا كانتشار النار في الهشيم وقد يبدو أنه عميق الجذور وقد عم القري والحضر والجالسين تحت الشجر وقد يكون متوارث ولم يكن مأثور قول الحبوبات والأمهات عليهن الرحمة ( دبيتك بي دبية وكفيتك بي نبيا ) من فراغ ثم مقولة الخواجة الانجليزي المشهور جاكسون الذي سمي الموقف الشهير بالعاصمة باسمه إذ مكث في السودان ورأي ما رأي وقال مقولته المشهورة أنه يخشي علي مستقبل السودان من الحسد وشهد في ذلك شاهد من أهله اذ قال الرئيس نميري أنه يحكم عشرين مليون حاسد علي وزن الجزائر التي عربون استقلاها مليون شهيد وهذا من باب الطرفة والوزن النثري ولا مقارنة بين الحدثين ، كما قال بروف عبد الله الطيب أنه يخشي من حسد الأكاديميين وذلك عندما تولي إدارة جامعة الخرطوم وذكر الحسد وتفشيه إبراهيم منعم منصور وأشار إليه منصور خالد وكذلك الكاتب العملاق الطيب صالح عليهم الرحمة أجمعين كل ذلك من نافلة القول ومقدمة لهذا الداء اللعين الذي تعوذ منه الحق في النظم الحكيم متعوذا من شره إذ قال ( ومن شرا حاسد إذا حسد ) هذا ما كان معروف بين الفئات السابقة التي ذكرنا أما أن تنتقل العدوي بين الدول فذلك لعمري كرونة العصر ، فما أن طار الخبر وعم القري والحضر بأن قطر ستنظم المونديال الأعظم والحدث الرياضي العظيم حتي كتمت بعض الدول أنفاسها وتحسرت قلوبها وتميزت من الغيظ وأرسلت هدهدها وتربصت بقطر الدوائر ، وقطر وأميرها في جدهم يعملون وهم يتربصون بهم ثم يرسلون واردهم فيدلو دلوه وتارة يبعثوا هدهدهم فيأتيهم بالخبر اليقين ثم يرسلون أنها دولة صغيرة ولا خبرة لها ولا تجربة ، ثم يرسلون هدهدهم أخري ويأتيهم بنبأ يقين ويقول أن قطر لبست حلتها وأهتزت أرضها وأنبتت من كل زوج بهيج وهنا تثير ثائرتهم وترسل مأجور أقلامهم ما ترسل دول حاسدة وأقلام متربصة لكن قطر تقول أعملوا ما شئتم فإننا ماضون حتي صارت عروس في ليلة عرسها تجرجر ازيالها وتسر الناظرين ولسان حالها يقول لهم موتوا بغيظكم دولة صغير الحجم ماهرة القيادة بادية الأبداع تنادي المونديال وزوارها وفتحت أبوابها وقالت هيت لك فلقطر التحية شعبا وأميرا فقد أبدعت أيما إبداع ورسمت الجمال وفاتت الكبار ولها ترفع القبعات فقد كانت مدرسة اعداد ومدرسة عمل ولوحة فنان ونتمني لها مزيدا من النجاحات

محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى