نص كلمة نائب رئيس مجلس السيادة خلال تدشين المرحلة النهائية للعملية السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
السيد /رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان
السادة/ أعضاء مجلس السيادة
السادة/ الوزراء وولاة الولايات
السادة/ في الآلية الثلاثية
السادة/ السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية والدولية
السادة والسيدات/ الحضور من القوى السياسية والمجتمعية
الشباب والنساء
السادة/ في أجهزة الإعلام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
نهنئكم بأعياد الاستقلال المجيد، ونرجو أن تعود علينا وعلى بلادنا بالخير واليمن والبركات.
أخاطبكم اليوم، وعبركم نخاطب شعبنا الكريم على امتداد ربوع الوطن العزيز، لنبدأ معا انطلاق المرحلة النهائية للعملية السياسية، والتي تأتي استكمالاً للاتفاق السياسي الإطاري، الذي وقعناه في الخامس من ديسمبر ٢٠٢٢م، الذي شكل اختراقاً مهماً للأزمة السياسية في البلاد.
تأتي هذه المناسبة اليوم، تأكيداً على التزامنا السابق والمتجدد، بإنهاء الوضع الراهن، بتوقيع اتفاق نهائي، تتشكل بموجبه سلطة مدنية كاملة، ونتفرغ في المؤسسة العسكرية لأداء دورنا، في حماية البلاد من المُهددات الخارجية، والانخراط في مشروع الإصلاح الأمني والعسكري الشامل، الذي يقود لجيش وطني واحد، مهني وقومي، لا علاقة له بالسياسة.
السادة والسيدات الحضور الكريم ..
تعلمون حجم التحديات التي تُحيط بالبلاد، وقد عُدتُ من رحلة شملت ثلاث ولايات بدارفور، عقب أحداث منطقة شرق نيالا وزالنجي، التي دفع ثمنها أبرياء لا علاقة لهم بصراعات السلطة السياسية، لذلك نأمل أن تعمل السلطة المدنية القادمة على معالجة تلك التحديات، وفي مقدمتها الأوضاع الإنسانية والاجتماعية التي خلّفتها الصراعات القبلية، ومنع تكرار مثل هذه المآسي.
إن شعبنا يعاني أشد المعاناة، في سبيل الحصول على حياة كريمة، تؤمن له الطعام ومياه الشرب النقية والتعليم والعلاج والكهرباء، وقبل كل ذلك الأمن والاستقرار، نحن نشعر بهذه المعاناة ونتأسف جداً عليها، لذلك كان لزاماً علينا ترك خلافاتنا جانباً، والمضي قدماً لتوقيع اتفاق، يضعنا في المسار الصحيح، الذي يحقق تطلعات شعبنا في النهضة والازدهار.
السادة والسيدات الحضور الكريم.
لقد تأخر إطلاق المرحلة النهائية للعملية السياسية، لأننا كنا نعمل بجد، على إلحاق بعض القوى السياسية غير الموقعة، على الاتفاق الإطاري والتي اتفقنا مسبقاً على أهمية مشاركتها، نأمل أن تنخرط في هذا الاتفاق، حتى نُنهي هذه الأزمة التي تعيشها البلاد.
نبدأ يوم غد، أولى خطوات الاتفاق النهائي، عبر مؤتمر خارطة طريق تجديد عملية تفكيك نظام الـ٣٠ من يونيو، والتي ستُعقد بمشاركة واسعة من أصحاب المصلحة والفاعلين السياسيين والاجتماعيين السودانيين، إن هذه القضية ذات أهمية بالغة في مسار الانتقال الديمقراطي، ونأمل أن يخرج المؤتمر بتوصيات، تتناول أوجه قصور التجربة الماضية، وكيفية إصلاحها وتطويرها، على نحو يلتزم بسيادة حكم القانون واحترام الحقوق الأساسية.
في الختام: نتوجه بالشكر لجميع الجهود الإقليمية والدولية، التي ساندت الاتفاق السياسي الإطاري خاصة الآلية الثلاثية، ونؤكد أن هذه العملية السياسية، هي عملية سودانية خالصة، تُعبّر عن إرادة الفاعلين في البلاد. .
الشكر لجماهير شعبنا العزيز خاصة الشباب والنساء، ونجدد التأكيد على التزامنا الصارم، ببلوغ اتفاق نهائي في أسرع فرصة ممكنة، حتى تنتهي معاناة شعب بلادنا..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.