من يحميك ولا جيش لك
عجبا لمن أراد أن تكون بلاده ظهرها مكشوف وبوابتها دون بواب وسدها المنيع متصدع فمن أين يأتيها الأمان ، تدخلها الذئاب والضباع وتنهشها الوحوش ، يعطونه درسه الصباح ويستلم ظرفه بالليل ، يتلو تراتيل الطاعة عند بابهم ويجثو تحت أقدامهم عبدا طائعا عارضا أرضه وبائعا عرضه غير مهم بالنسبة له ما دام الكرسي لا يفارق ظهره ويداعب أردافه ، يتحدث باسم الجميع ولا يعرفه الجميع ويدعي النضال ويريد أجره بأي وسيلة حتي لو حكم بلاده باسم دولة اجنبية وأخذ تعاليمه من السفارة مقابل الأمارة ، يطلبون منه كل شئ فيجب ، وأخرون يلهثون خلفهم يلتقطون الفتات ومنهم من يظن أن الهتاف يبني بلد ، فكيف بحاكم لم يكن موجود ولم يعش المكابدة ويأتي من بلاد رفاهية ويريد أن يحكم بلد لا يعرف كيف يعيش أهله ويحمل أجندة يريد تنفيذها وقد قبض ثمنها مسبقا وبدلا أن يذهب الي طريق البناء يحمل سكينه ويصوب سهامه نحو المؤسسة العسكرية يريد تفكيكها ويزعم بزعمه الكاذب أنه يريد أن يهيكلها ولكنها خطة مدفوعة الثمن من خلفها أياد خفية ومخابرات أجنبية ، ودول تتربص بالنيل واخري بتراب البلاد الذي يعج بنفيس المعادن ، ولكن هذه البلاد محروسة بأبناء توارثوا حب التراب كابر عن كابر وقوات مسلحة قائدها تعرفه الأرض وأطراف البلاد ووسطها مشي في مناكبها تلالها وسهولها وجبالها وغاباتها شاكي السلاح قاصد رفعة الوطن مقدمه علي كل شئ وخادمه في كل ويعرف ذلك رفقاء السلاح ومن رافقه في الأدغال ، فما بال العيال يلعبون ، فالوطن ليس للبيع ولا يحكم بتعاليم السفارات ، وليعلم من يأخذ أوامره من السفارات فغدا سوف تتركه وترمي به في الزباله بعد أن يستنفذ أغراضه ويؤدي مهمته فتضربه في خده الأيمن وتلطمه في الأيسر وتركله وتلكمه وتقول له لقد نفذت المهمة يا كرزاي فذق جزاء سنمار ، وهذا نذير للذي يفكر في هدم جيشه ، والجيش لم يأتي من السماء بل هم أبناء السودان ، وهذه المؤسسة لها تاريخها وخدمها رجال يعرفون قدرها ولولاها لنهشتنا الذئاب وحملتنا الهموم وضربتنا السموم وطارت أخبارنا في صحائف الموت والتهجير ، لذا فمن أراد بالقوات المسلحة شرا فقد خرب بيته وشتت شمله وفارق أهله فدعمها واجب فهي الدرع الواقي وهم فلذات الأكباد وحماة العرين ومن أراد بها شرا أو عمل لتفتيتها فهو وأهم وكيده واهن ، فمن قبض الثمن يجب أن يقف مع نفسه وينظر الي الدول التي حولها ماذا أصابها وكيف حال عراق الرصافة وليبيا وجبلها الأخضر وسوريا وحلبها فمن ينادي جلق أو يناديها ، فلنقف سداد منيعا ونزجر العملاء ونتوافق علي بناء وطن الكرامة وقد وعدت القوات المسلحة وعلي لسان قائدها أن تحمي خيار الشعب فكونوا لها عونا لنعبر بالوطن الي الأمام .
شندقاوي