القنصل العام المصري بالسودان تامر منير في إفادات لأخبار اليوم
السودانيون في مصر ليسوا جالية بل هم مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات
أقدر كثيراً حسن الإستقبال الذي قوبلت به وهكذا هو الشعب السوداني مضيافاً وكريماً
نعمل على تيسير الإجراءات لكل طالبي التأشيرة مجاناً للأخوة السودانين ونحذر من السماسرة
نرحب بالاتفاق الإطاري ونأمل أن ينتج حكومة إنتقالية مستقرة
دعوة مصر لحوار سوداني/ سوداني بعيداً عن الضغوط لدعم التوافق الوطني
أنا مطمئن بأن هذه العلاقة يستحيل أن تتأثر سلباً مهما تغيرت الأنظمة ومهما حاول المخربون تعكيرها
بدى القنصل العام المصري الجديد بالسودان المستشار تامر منير محمد سعيداً بوجوده في بلده الثاني السودان وأشار القنصل إلى أزلية العلاقات بين البلدين الشقيقين والشعبين وقال إن السودانيين في مصر ليسوا جالية بل هم مواطنون شأنهم شأن أشقائهم المصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وأشار في حوار مع الصحيفة الى حجم الترابط بين شعبي البلدين.
وأوضح القنصل العام أن هدف مصر الرئيسي الحفاظ على أمن السودان وإستقراره ووحدة أراضيه والحيلولة دون الإنزلاق لا قدر الله إلى حالة من الفوضى و العنف أو العنف المضاد.
وأشار إلى أن هذا يأتي إنطلاقاً من مسؤلية مصر وواجبها تجاه الشعب السوداني الشقيق.
وابان أن مصر تعتبر المتأثر الأول ويمكن القول الوحيد لتداعيات عدم الاستقرار في السودان.
وأوضح السيد القنصل العام أن مصر لم تغب أبدأ عن المشهد السوداني ويشكل السودان ولايزال الاهتمام الرئيسي لمصر وأبان ان مايقال عن بعد مصر أو تأخرها عن المشهد السوداني يعود إلى حرص مصر الدائم على عدم إبراز او الترويج لما تقوم به فيما يتعلق بالسودان إعلامياً وذلك بخصوصية العلاقة بين الأشقاء في البيت الواحد إلى تفاصيل المقابلة :
حوار : أخبار اليوم
السيد القنصل العام وصلت السودان منتصف الشهر الماضي ماهي الانطباعات التي تشكلت لديك بعد الوصول؟
في البداية أود أن أرحب بشخصك الكريم وبكل الأشقاء في السودان في الحقيقة منذ قدومي إلى السودان الشقيق لم أشعر انني انتقلت من بلد إلى آخر، بل على العكس شعرت إنني موجود في أحد المدن والأحياء المصرية الأمر الذي توج باستقبال وكرم وحفاوة وترحيب من مختلف أطياف المجتمع السوداني، فضلاً عن حفاوة التكريم اليومي وعلى مدار شهر كامل الذي وجده زميلي وأخي السيد المستشار أحمد عدلي إمام القنصل العام السابق لجمهورية مصر العربية في الخرطوم وتلقيته كذلك في إطار الترحيب بقدومي للسودان ما أكد لي حجم الترابط الشعبي بين مصر والسودان، وجعلني مطمئن تمام الإطمئنان بأن هذه العلاقة يستحيل أن تتأثر سلباً مهما تغيرت الأنظمة الحاكمة في البلدين ومهما حاول المخربون والحاسدون تعكير صفوها ومتانتها.
كل مسؤول يتولى مهمة جديدة يقوم بوضع خطة لنفسه للعمل ماهي خطتكم للعمل في السودان في الفترة المقبلة؟
أود أن أشير إلى أن هدف مصر الرئيسي فيما يتعلق بالسودان هو الحفاظ على أمنه وإستقراره ووحدة أراضيه والحيلولة دون إنزلاقه لاقدر الله إلى حالة من الفوضى أو العنف والعنف المضاد وذلك إنطلاقاً من مسؤلية مصر وواجبها تجاه الشعب السوداني الشقيق، و بالنظر إلى أن مصر تعد المتأثر الأول بل ويمكن أن نقول الوحيد لتداعيات عدم الإستقرار في السودان.
و القنصلية العامة في الخرطوم تضطلع بمهام متعددة في السودان سواء سياسية أو ثقافية أو إجتماعية أو خدمية ودورنا خلال المرحلة المقبلة أن نحافظ على ماوصلنا اليه من مستوى عالي من التنسيق والتعاون مع الأشقاء السودانيين في مختلف القطاعات وكذا البناء عليه وتطويره ليصل إلى آفاق أرحب على كافة المحاور.
أما عن دور القنصلية العامة فيما يتعلق بالإجراءات الخدمية ولعل أبرزها موضوع التأشيرات، تلاحظ لي منذ الوهلة الأولى أن هناك تدفقات عالية جداً من الاخوة السودانيين المترددين على القنصلية سواء بغرض الحصول على تأشيرات لدخول بلدهم الثاني مصر، أو لتوثيق بعض الأوراق والمستندات الخاصة بهم بهدف تيسير إجراءات الدراسة والعلاج أو العمل والتجارة مع مصر.
ونحن نبذل جهداً كبيراً لتسهيل منح التأشيرات وإنهاء المعاملات القنصلية المختلفة للأشقاء السودانيين، وذلك رغم ملاحظة وجود بعض الصعوبات التي تواجه السودانيين بالصدد والتي يعود سببها الرئيسي إلى الأعداد الصخمة التي تتقدم لإجراء المعاملات القنصلية بشكل يومي، ولكن نحن سنعمل جاهدين على تسهيل هذه الإجراءات والتخفيف عن الاخوة السودانيين بكافة الوسائل الممكنة وبما لا يتعارض مع الإجراءات القانونية المنظمة لتلك العمليات.
وفي هذا الموضوع تحديداً أود أن أؤكد على أن تأشيرة الدخول لجمهورية مصر العربية تمنح مجاناً للإخوة السودانيين دون أي رسوم مالية وإدارية للرجال من سن 18 -إلى 45 عاماً وما دون ذلك لايحتاج إلى تأشيرة دخول لبلده الثاني مصر..
وانني إذ أدعو المواطنين السودانيين إلى عدم اللجوء لأي من وكالات السفر أو مايطلق عليهم سماسرة التأشيرات الذين يستغلون حاجة السودانيين للتعليم أو العلاج أو السياحة في مصر ويحصلون منهم على مبالغ طائلة دون وجه حق، وضعاً في الإعتبار ان القنصلية العامة المصرية في الخرطوم تفتح أبوابها لجميع السودانيين دون تمييز، وعلى إستعداد تام ودائم للتعامل مع الحالات الإنسانية الطارئة فيما يتعلق بمنح التأشيرات حتى عقب إنتهاء توقيتات العمل الرسمية وخلال العطلات الأسبوعية والرسمية.
السيد المستشار سمعنا خلال الفترة الأخيرة تصريح صادر عن وزارة الخارجية السودانية يفيد بأن أعداد الجالية السودانية المقيمة في مصر تزايدت لتصل إلى مايقارب 8 ملايين ماتعليقكم؟
أولاً أنا لا أفضل لفظ الجالية السودانية لأن السودانيين في مصر هم مصريون شأنهم شأن أشقائهم المصريين في السودان، ومصر لا تنظر إلى أي سوداني باعتباره أجنبي وإنما تنظر اليه باعتباره مواطن مصري يقيم في بلاده ويتمتع بنفس الحقوق والواجبات التي يتمتع بها كل مصري، سواء فيما يتعلق بمصروفات الدراسة بمختلف المراحل التعليمية، أو في مصروفات العلاج والسياحة بمختلف قطاعاتها عند زيارة المتاحف والإقامة في الفنادق الخ، فالدولة المصرية والشعب المصري يستقبل السودانيين بكل حب وترحاب ولايجد في ذلك أي عناء..
وفي هذا الإطار أود أن ادعو الأخوة في السودان إلى عدم الالتفات لأي تصرفات فردية غير مسؤولة نعلم جيداً من خلفها وماذا يستهدف من ورائها ونحن لن نسمح بذلك، وسنتصدى بكل حزم لكل من يحاول تعكير صفو العلاقات الشعبية المصرية السودانية.
في وسائل الإعلام بالسودان هنالك حالة من الجدل مابين المتسائلين عن أين الدور المصري في السودان وهل جاء متأخراً أم جاء في موعده وهل سيكون إيجابياً أم سلبي يزيد من تعقيد المشهد السياسي في السودان وهنالك حالة من الجدل حول ما أطلق عليه مبادرة مصرية والبعض الآخر يقول دعوة مصرية للتوافق الوطني بالسودان وذلك عقب زيارة السيد الوزير اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصري الأخيرة للسودان ولقاءاته مع الكتل السياسية ماهو تعليقك على مايتم تداوله بهذا الشأن؟
أولاً وبعيداً عن مايتعلق بما تطرق له السيد الوزير رئيس المخابرات العامة المصرية خلال زيارة سيادته للسودان أؤكد أن مصر لم تغب أبداً عن المشهد السوداني وأن السودان كان ولايزال وسيظل محل الإهتمام الأول والرئيسي بالنسبة لمصر.
ولعل مايقال عن بعد مصر أو تأخرها عن المشهد السياسي في السودان يعود إلى حرص مصر الدائم على عدم إبراز أو الترويج لما تقوم به القاهرة فيما يتعلق بالسودان إعلامياً وذلك لأن خصوصية العلاقة بين الأشقاء في البيت الواحد لاتحتاج إلى نافذة إعلامية لإبرازها أو تداولها.
أما فيما يتعلق بالدعوة التي تقدمت بها مصر لإستضافة ورشة عمل للسودانيين عبارة عن دعوة إلى حوار سوداني /سوداني بهدف تهيئة المناخ الملائم للمكونات السياسية السودانية لتقريب وجهات النظر فيما بينهم بعيداً عن أي ضغوط، وذلك بهدف إنجاح العملية السياسية الجارية في السودان وتحقيق أكبر قدر من التوافق الوطني المنشود بما يسهم في توفير الإستقرار المناسب للحكومة الإنتقالية المقبلة في السودان، ولعلي أود هنا أن انوه إلى ترحيب مصر بالإتفاق الاطاري والعملية السياسية الجارية في السودان بما يحقق آمال وتطلعات الشعب السوداني وتسعى مصر للبناء عليه وتطويره ليكون أكثر فاعلية عن طريق توسيع المشاركة وتلافي الملاحظات الخلافية.
في ختام هذا اللقاء السيد المستشار لك كلمة توجهها للشعب السوداني؟
الأشقاء الأعزاء أهل السودان الكرام أولاً أعرب عن بالغ سعادتي لوجودي على هذه الأرض الطيبة وبين هذا الشعب الأبي الكريم ولا يسعني إلا أن اتقدم بخالص الشكر والتقدير للسودان الشقيق قيادة وحكومة وشعباً على كل ما أوليتمونا به من رعاية وود وحسن إستقبال وكرم الضيافة.
و أدعوكم إلى أن تضعوا نصب أعينكم المصلحة الوطنية العليا لهذا الوطن العزيز وتتركوا خلفكم أي خلاف أو تطلعات لمكاسب ضيقة سرعان ما تزول ليبقى الوطن هو الغاية والهدف واني أرى ذلك ممكناً وقريباً في ضوء مايتمتع به السودان من كوادر أكفاء في شتى المجالات وثروات يجب أن تعم خيراتها الشعب السوداني كله دون تمييز أو إقصاء..
وختاماً أدعو الله العلي القدير أن يحفظ السودان وطناً عزيزاً أمناً مستقراً مؤثراً في محيطه الإقليمي والدولي، وأن يجنب أهله الشرور ويمن عليه بالرخاء والعزة.
وانني على ثقة وإيمان بإذن الله تعالى أن نرى السودان في أبهى صورة بين مصاف الدول المستقرة والمتقدمة.
أعزكم الله أرضاً وشعباً وسدد على طريق الخير خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.