هذا الحزب الإنتهازي المسخ : عن المؤتمر السوداني سأتحدث آخيرا
(مقدمة عن المواجهة الانتخابية مقابل الانتهازية الكاملة)
محزن هو حجم الانحطاط والتناقض الذي يمارسه بعض اعضاء المؤتمر السوداني في سعيهم لتبرير تحالفهم مع قتلة الشباب بحثا عن مناصب معدودات. يعايرني البعض منهم حين ارفض خيانة الشباب في الشارع، أني كنت اجهز للمواجهة الانتخابية ضد البشير .
هولاء “الشطار” لا يعرفون ربما إن المؤتمر السوداني شارك في الانتخابات في عام 2010 ورئيسه حينها نزل في دائرة النهود. هل كان رأس النظام وقتها شخصا غير البشير ؟ طبعاً لا. نحن أيضا ( كحزب ليبرالي حينها) نزلنا تلك الانتخابات بالمناسبة وكان لنا تحالف مع المؤتمر السوداني وغيره في ولاية الخرطوم، لكن ربما هؤلاء الجهلة يجهلون هذا أيضا.
قبل انتخابات عشرين عشرين كان نصف حزب المؤتمر السوداني يقف مع دخول الانتخابات، بينما كانت قيادته تحاور البشير ضمن نداء السودان حتى اندلاع الثورة في ديسمبر 2018 .
لم يدخل المؤتمر السوداني انتحابات 2020 لانه حزب لا استراتيجية له ولا يعرف اصلا ما هو الهدف من المواجهة الانتخابية ولا مغزاها، وأنما كانت مجرد ركوب للموجة. تماما كركوبه موجة التسوية ودخوله سوق النخاسة السياسية وكأنه يظنه سوق للحديد والسيخ. ذلك ان المؤتمر السوداني حزب لا فكر له ولا استراتيجية له ولا يملك عموداً فقرياً منهجياً أو اخلاقياً يستند عليه.
لذلك لم يحسم هؤلاء موقفهم من الانتخابات رغم ان ابراهيم الشيخ والدقير وسلك كانوا من المؤيدين لها، وكانوا في نفس الوقت يركضون وراء الحوار مع المؤتمر الوطني الذي كان يستخسر الحوار معهم حتى اندلعت الثورة. بعد الثورة واصلوا الحوار – ولا غرو – مع جنرالات البشير وسعوا بكل جهدهم لاقتسام السلطة معهم، فوق جماجم الشباب ودمائهم، ذلك انهم انتهازيون ورخيصون غاية الرخص.
انا دعمت خوض انتخابات 2010 من مواقف مبدئية وايمان بالمواجهة الانتخابية، وكان لنا مرشحون في كادقلي وعطبرة والمجلد، بل دعمت بشكل خاص مرشح المؤتمر السوداني في ولاية الخرطوم نور الدين صلاح الدين، واعلنت عام 2014 عن دعمي لحق ابراهيم الشيخ في الترشح للرئاسة، لكنه تخاذل وجبُن. وكنت مستعداً أن اخوض انتخابات 2020 لمواجهة البشير، وهو الجهد الذي أعفاني منه الشباب السوداني.
غدا لو اتفق القتلة من الجنرالات وحلفاءهم من الحرامية والانتهازييين من المؤتمر السوداني وقحت على تنظيم انتخابات ساخوضها، رغم وجود البرهان وحميدتي على رأس النظام, ذلك لاني مؤمن بحق الشعب في الاختيار وبضرورة مواجهة الديكتاتوريين في الساحة التي يخافون منها وهي الانتخابات، بينما يفضل المؤتمر السوداني والقحاتة وحل التحالف مع القتلة والشراكة معهم.
حزب المؤتمر السوداني سعى للاتفاق مع البشير، وتحاور معه حتى الرمق الاخير له، ثم بعده وضع يده في يد جنرالاته القتلة ودخل حكومتهم تحت رئاسة البرهان وحميدتي؛ مقابل ثمن بخس مناصب معدودات، ولا يزال يسعى للرجوع لذلك. فتأمل كيف يُعّرض بك شريك القتلة في انك اردت خوض انتخابات ضد رئيسهم. حقيقة الاختشوا ماتوا.
لقد حذرت الجهلة والاوباش من أعضاء هذا الحزب الانتهازي المسخ أن يحتفظوا بالادب وأن يحافظوا على بقايا الاحترام الذي أكنه لتاريخ مشترك، والّا يلجاؤا للاساليب الرخيصة حتى لا اقبل على حزبهم العجيب هذا وانتف ما تبقى فيه من ريش . لكن يبدو إن الجاهل عدو نفسه.
سأعد في الاسابيع القادمة 10 مقالات تتابع تاريخ هذا الحزب المسخ وانتهازيته وفقره الفكري وتوهانه الاستراتيجي وخطره على مستقبل البلاد بعنوان ( المؤتمر السوداني رأس رمح الثورة المضادة في السودان) ، فترقبوها.
عادل عبد العاطي
2 مارس 2023م