السنن الكونية لاتحابي احدا
مقال صحفي للنشــر
ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
amff95@yahoo.com
التفكير السلبي والروح الانهزامية ومركزية التفكير السببي وتجاوز الغيبية السلبية، جعلت في غالب هذه الأمة او في مجموعها شي من الانهزام الروحي الذي نشأ على التواكل وترك الأسباب ونحن نعلم ان السنن الكونية لا تحابي احدا، هذه الأمة لم تفقد إيمانها فحسب ولكنها فقدت فعالية هذا الإيمان وتعثرت خطاها كثيرا في طريق الإيمان الحق وذلك بتحوله إلى إيمان سلبي، فتحولت الرغبة في تجاوز المشكلات إلى تكثيف للدعاء أو إعتبار القدر كفيل بتجاوز تلك المشكلات وظن الكثير من سواد هذه الأمة انه منتصر بدعائه المبنى على التكاسل والتوكل وهو منغمس في الظلم ظلم النفس والشرك والوثنية ودعاء الاموات والاستغاثة بالاحجار والأشجار والاوثان، ويردف معها دعاء الله بكسل وتواكل دون بزل الأسباب المفروضة والواجبة، لقد إستكان العقل المسلم والواجدان إلى الركون إلى القدرية والجبرية المهلكة له وللأمة، وتغافل جهلا أو عجزا أو إستسهالا عن البحث والإكتشاف والتشخيص لأسباب مشكلاته، وإتباع السنن والأسباب لتجاوزها على المستوى الفردي والجماعي، والبحث عن بدائل وحلول تناسب ظروفه وإمكانياته، لقد حل الإيمان السلبي محل الإيمان الفاعل، وحل الدعاء المقعد عن الدعاء العامل، وارتفعت شعارات بآيات قرآنية تدعو إلى إنتظار الفرج المنزل من السماء، وذلك بعد أن أصاب العقل المسلم الوهن والعجز والكسل في التفكير في مشكلاته، وهذا مخالف للسنن، فنصر الله له سنن ومسببات، (سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)، وهذه السنن لا تحابي أحدا مسلما كان أو كافرا طائعا أو عاصيا، إن الأمة بحاجة شديدة اليوم لإحياء فريضة التفكير، وفريضة إستعمال العقل، وفريضة تعلم مناهج البحث، وطرائق التفكير وحل المشكلات، إن العقل لابد أن يتمركز في قلب إيمان المؤمن المعاصر، حتى يستطيع تجاوز ضعفه وهوانه وانهزامه الروحي والحسي والمعنوي لابد من تصحيح المسار وطرق الأسباب وتشخيص مشكلات أمته وفقا لمنطق الأسباب ومنطق السنن الكونية التي لاتحابي احدا وذلك من عدل الله عز وجل وهو العدل الحكم.