تحية للمرأة في يومها
في يوم المرأة العالمي نحي نساء العالمين ونساء بلادي تحية خاصة تليق بهن وبعظمتهن وتاريخهن المجيد وما سطرته المرأة عبر التاريخ قديمه وحديثه فقد كانت المجد في ديسمبر وزغرودة تجلجل تشق الفضاء وتملأ الأثير وتبلغ عنان السماء إيمانا بالثورة وكانت لحظة ميلادها وبداية إنطلاقها وإيذانا لها أن تهدر في الشوارع كالسيول ، وبذا شهدت لها الوقيعة فقد كانت الشمس التي ما ضرها التأنيث يوما وأخجلها فحجبت شعاعها ، بل كانت شمسا في رابعة النهار ، فقد أرسلت زغرودتها يوم ديسمبر كما أرسلت الشمس سناءها وخيوط أصيلها في معانقة جسد النيل ، فنون النسوة وتاء التأنيث ما حجبت ذكر بلقيس ولا مسحت تاريخ مريم فكانت النساء سورة في الذكر الحكيم وقد كرمها العليم الحكيم ، فهي الأم التي حملت غرة عينها وهن علي وهن ثم فصاله في عامين فما أعظمها من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء فقد كانت الشموخ والكبرياء يوم أن غني لها المغني ( يا أم ضفائر قودي الرسن ) وقد قادت الرسن صاحبة الوجه الحسن فقد كانت خطوة بخطوة وزادت علي الرجال خطوة في ديسمبر فكانت الثورة صوتا والكرامة هدير والحرية نشيد ، فما أعظم المرأة وما أسمي مكانتها ، فالثورة والحرية والكرامة كلها فرحة بتائها ، والأم مرأة قد كرمها الحق وجعل الجنة تحت أقدامها وهل من بعد ذلك حديث ، فالتحية لنساء بلادي أجمعين ، فهن صناع الثورة وحاملات المعاناة وعماد التربية وخلف كل عظيم إمرأة ، وما يكرم المرأة إلا كريم ، وما يهينها إلا ليئم ، فلها التحية في يومها ولا يعرف قدرها العظيم إلا العظيم ، فقد ذكرها التاريخ في سفره العظيم وقد كانت لها جولات وسجلت لها صولات ، فقد كانت كنداكة حاكمة وتركت أثرا بسبيل مقيم ، فقد كانت بلقيس كما حكي الذكر الحكيم معظما لها لا تقطع أمرا وقومها يشهدون وهل هنالك عظمة فوق ذلك ، فالتحية لها في ماضيها وفي يومها وفي غدها ، فلك تحية أخري يا مريم الأخري ويا وردة نبتت علي غصن جميل ناضر .
محمد عثمان المبارك