كلمة المسار على طاولة القائد العام وقائد قوات الدعم السريع : أنتم الأعلم بشأنكم ؛ أخبروا السياسيين أن يلتفتوا لهشاشة كياناتهم الخربة
ثم أن الرجل القائد العام تناول الإفطار مع جنده في البقاير .. وبتلقائية المعتد بالناس جالسهم وتناول قهوة الإفطار بينهم كتفاً بكتفٍ ، غير آبه بعجين القاعة ولا “بعواستها النية” وكقول أهل السودان “الني لي النار” .. والنار من أبخرة البارود وسموم الخنادق يألفها أهل الكاكي ، وشتان بينها وبين تكييف قاعة الصداقة ومن أمها ممن تمرغوا في أوحال الأجندات همهم رغد العيش سلطةً وثروةً بدعم الآخر البغيض.
والناس من شاركهم الرئيس ونائبه تجمعاتهم وتسمعوا شكاتهم يعلمون أن لا البرهان ولا حميدتي ولا تلك القوات بمختلف الرتب تقبل أن يناقش شأن سكان الخنادق في ترف القاعات جهراً .. أهل البلاد يأنسون أن يقول الجيش أن الحديث عنه هو مسئولية الجيش أولاً وثانياً وثالثاً .. وأن محله ليس قاعة الصداقة بل قاعات القيادة العامة .. وأن أطرافه ليس هم هؤلاء من تصوروا أنهم الثورة والوطنية وأنهم تملكوا الوطن بشره وشجره وحجره ومدره.
السيد القائد العام .. قل لهم أن جيش السودان ليس بحاجةٍ لمن يصلحه فهو “قاري لوحو كويس” منذ قرنٍ من الزمان ..
قل لهم أن يعاقروا قاعة الصداقة وغيرها من قاعات الفنادق وصالات الأفراح والمقاهي العامة طوال الشهر الفضيل بل وحتى يحل لاحقه العاشر ليصلحوا أحوال العمل السياسي داخل كياناتهم المثقوبة ..
- أن يلموا شعث هذه المزق والتشظيات .
- أن يهيكلوا الكيانات المترهلة.
- أن يمارسوا الديمقراطية داخل أحزابهم
- أن يحصوا قواعدهم ويقيموا مؤتمراتهم.
- أن يجنحوا لوضع البرامج والخطط .
- أن يعدوا أنفسهم لفيصل صناديق الإقتراع
القائد العام البرهان .. القائد حميدتي ؛ هؤلاء يجيرون الإطاري ليس لحل أزمات البلاد عبر حلها بالريث والأناة والصبر وسعة الأفق ، بل يجيرونه للعودة للخبال القديم .. الإقصاء .. التشفي ومن ثم النفق المظلم نحو المزيد من الويلات لنأتي ونردد ؛ الصيف ضيعت اللبن ، حيث لات ساعة مندم .
السيد القائد العام البرهان ، القائد حميدتي .. ما ينتظره أهل البلاد هو الفعل الجهير الذي يسطره التأريخ في أضابير ذاتية الإضاءة .. رفعت الأقلام وجفت الصحف .