أين المفر
. أصبحوا كالذي مسه الشيطان يتخبط من المس وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وتقفلت عليهم الدروب من القبل الأربعة وضاعت عليهم السكك وكلما توجهوا وجهة جاءتهم السهام عن أيمانهم وعن شمائلهم ونسور الجو من فوقهم ترميهم بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر وضاقت عليهم الحلقات فعملوا عمل اليائس القنوط وأخذوا يضربون المباني ويحرقون ولا يدرون أين يذهبون يهاجمون القيادة العامة فتعمي أبصارهم ثم يرجمون فمنهم جريح طريح الأرض قد تركوه وقتلي لايجمعون جثثهم وهم يهربون ويجرون أذيال الخيبة ثم يتناولون آيسهم فيقودهم رأسهم الخاوي فاقد العقل تارة أخري فيلقوا ما لقوا بالأمس بل أشد ثم ينقلبوا خاسرين فلم يجدوا باكيا ولا نائحة فقد ماتوا كما تموت العير وقبروا دون معالم ولا شواهد فكانوا في طئ النسيان ، ثم نسمع الذين يرجون منهم نوالا يولولون وأعلام كذوب من خلفهم وأقلام مأجورة يمينها لمن يدفع وسياسيون يظنون بأنهم سلما نحو المناصب حتي لو وصلتهم علي يد ناصب ، لكنهم لم ينظروا ما أصاب الشعب الذي كشفت له الحجب وبانت له السوءات ، فمن أصابه العشي فعليه بالشلاق ليري ويسمع ماذا قول الشعب ، فقد كان قوله الفصل الذي لم يكن هزل فتطوع مقاتلا مع الجيش ومساندا له وقالها الشعب داوية جيشا واحد وشعب واحد فبهت المرجفون وكذب المنجمون .
ثم يأتي بعد ذلك من سمي نفسه صحفي ومن نعتوا أنفسهم بصحفيين ثم يتحدثون فيما ليس لهم به علم ، وكان حري بهم أن يلتزموا عملهم ويخلصوا لمهنتهم التي لا يعرفون قواعدها ولا يدركون رسالتها ، فطفقت ثلة منهم تتحدث عن الحرب وعن القتال وكيفيته وعن إدارة الحرب ولا ندري هم رفقاء سلاح أم من أين أتوا بعلمهم عن الحرب وادارتها وكيفية حسمها ، فهل هذا الميدان ملعبهم وهل يا تري قد أدوا مهنتهم والكل يعلمهم وكثير منهم أقلام معروضة فمنهم بوجبة دسمة وأخر بظرف عن يمينه مع البسمات والزمان مسغبة ، فيعلم هؤلاء وأؤلئك أن ما قبل الحرب ليست كما بعدها فسوف تنطوي لحظات الألم وتشرق الشمس وسوف يميز شعبنا الخبيث من الطيب وهو الحاكم ساعتئذ ، فمن هلك سلطانه أو ضاع ماله أو باحث عن دنيا يصيبها فليس له نصيب عند شعب مسه الضر ولم يجدك بجواره ومن نهب حقه لا يمكن أن يكون له خليلا أو حاكما ، فقد علم عمائل من مضي وذاق الويل من ثعبانكم الذي هلك وسيهلك بقوات شعبنا ما دام الشعب خلفها وحتما النصر حليفها فلا مجال لمطبل ولا مكان لصحفي زائف أو صاحب رأي تالف ولا مكان لجنجويد في المعادلة القادمة ومن راهن عليهم ضاع كما ضاعوا فقد عرفهم العالم ومن عول علي المجتمع الدولي أن يكون له ناصرا ، فقد قالها المجتمع الدولي أن الجنجويد مجرمي حرب وشر وأعداء للإنسان والحياة ولا صوت لمن شائعهم .
فاليوم أصبح أمرهم ظاهر واليوم رئيس مجلس السيادة سيضع كل جرائم الجنجويد أمام المحفل الدولي العظيم وقد أدانتهم من قبل الدول ذات الوزن فمن راهن عليهم فقد خاب فمرحبا بسودان جديد وشعب واحد وجيش واحد حارسا لبلاده ومقدرات شعبه ونازلا لرغبته ومحكوم بإرادة شعبه وخادما له ومؤتمرا لأمره ، ولنهتف هتافا داويا شعب واحد وجيش واحد في سودان العزة والكرامة .
شندقاوي