مقالات

منبر جدة .. مسار التفاوض وقرابين بناء الثقة

المسار نيوز منبر جدة .. مسار التفاوض وقرابين بناء الثقة

الدكتورة ميادة سوار الذهب تكتب :

.. .

من المتعارف عليه في الجولات التفاوضية أن بنود الاتفاق تحدد الطرف المتقدم ميدانياً. ويبدو أن الجيش لم يحقق المكاسب المرجوة التي كان يتطلع إليها المواطن السوداني من الايفاء بتعهدات إتفاقي جدة بتاريخ 11و 20 مايو 2023 القاضيين بخروج مليشيا الدعم السريع من بيوت المواطنين والأحياء السكنية والمرافق العامة.
الإنجاز الذي تحقق من جولة المفاوضات الاخيرة في جدة هو الخروج بأقل الخسائر
وكبش الفداء كان القوى الوطنية المساندة للجيش،
والقرابين الأقلام المنافحة والمدافعة عن معركة الكرامة، ولا عزاء للمواطن المسلوب.
ماتم الإعلان عنه من مضامين بنود بناء الثقة هي مطالب سياسية في المجمل، لاصلة لها بالمفاوضات والشأن العسكري والإنساني.
اذ كيف ستفي الأطراف بتعهداتها بشأن المساعدات الإنسانية في ظل استمرار القتال وبدون وقف إطلاق النار ؟
(‏ ستدخل المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع في بعض مواقع الاقتتال بتنسيق مع القوات المسلحة وهو يشبه ماعرف سابقا بشريان الحياة الذي كان يقوم بامداد حركات التمرد بالسلاح والغذاء
هذا يعني ضمنياً أن مشروع التقسيم يمضي على قدم وساق.
إن ما تم الالتزام عليه من قبل الطرفين وإن لم يرتق إلى مستوى اتفاق ، لاعلاقة له بالترتيبات الأمنية ولا الشأن الإنساني، إنما هي ترتيبات لخطوات مستقبلية تمهيداً لخارطة طريق معدة دولياً لاتفاق وشيك.
ومن زاوية أخرى ، هي جولة لتهيئة المناخ لمسار سياسي تحت لافتة تعهدات بناء الثقة.

كيف ستبنى القوات المسلحة التي تمثل السيادة الوطنية حائط من الثقه مع مليشيا متمردة إرهابية محلولة ؟ جدار الثقة المزمع تشيده سيصطدم بتلك النعوتات ويتفتت .
وبالرغم من ذلك ، تعهدات بناء الثقة لم تشمل إدانة الجرائم والانتهاكات في حق المواطنين العزل من قبل الميلشيا المتمردة الإرهابية التي ترتقي إلى جرائم الحرب.

ماذا بشأن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير قسراً والمجازر الدموية والعنف الجنسي ؟
ماذا عن آلاف المعتقلين في سجون الدعم السريع تحت ظروف إنسانية بالغة التعقيد من المدنيين ؟ أليست هذه بتلك مقابل الفارين من العدالة والمساجين التي فتحت لهم قوات الدعم السريع أبواب السجون للهروب؟

(اجراءات ضد الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع) ..
هو تثبيت وتأكيد على فرية من أطلق الرصاصة الأولى وتقديم صك البراءة للدعم السريع ، وتكميم الأفواه وقمع الأقلام الوطنية لصالح أبواق العمالة والارتزاق، واسكات صوت 45 مليون سوداني لصالح عرب الشتات.
من يهن يسهل الهوان عليه ،
الشعب السوداني ليس بقربان لصالح منظمات المجتمع الدولي والوساطة العربية المناصره لمليشيا الدعم السريع .
هذه الأرض لنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى