بَرِيدَك …كل يوم ….أكتر !!
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
في حضرة روح الذي (كمبل وعرض ) طولا وعرضا في في ساحات هذه البلاد الفنية نقف حزاني ورافعي الأكف دعاءا وتضرعا ورحمة لرحيل رقم هام وصرح شامخ ظل متقدا ردحا من الزمان فنا وسوف يظل ما غني به خالدا مدي الدهر ، اليوم فجعنا برحيل الأستاذ الموسيقار محمد الأمين الذي تشبع بالابداع وملا وجدان الشعب السوداني نغما وشجوا ولحنا وغناءا
ذات مرة كنت جالس معه في مناسبة في مسقط راسه بلدة( ودالنعيم ) التي تقع غرب مدني حكي لي كيف اشتري عوده الذي يغني به من مصر حكي : أنه داخل محل بيع الآلات الموسيقية جرب عدة( اعواد) حوالي ٥ كلها لم تلبي مزاجه الفني وعندما جرب آخرا المرة السادسة أعجبه هذا العود وقال لصاحب المحل بكم هذا ، أعجب صاحب المحل من طريقة تنقيته وقال له( تاخدو ببلاش يابيه)!! لأن لا يفعل هذا لا فنان( اوي) ! وظل هذا العود حتي الآن بحوزتي
بلاشك الفنان محمد الأمين يعتبر هو ملك العود بلامنازع يضع ألحانه اولا علي موسيقي العود ومن ثم يوزعها موسيقيا، هذا الراحل الخالد فينا موسيقار سوداني لايشق له غبار يكفيه فخرا ما قاله عنه الفنان السعودي طلال المداح : أنه اندي صوت غني الأغنية العربية ياناعس الطرف، صوته فيه الحلاوة والجذب الراقي السلس غناؤه متفرد لايغني سخف الكلام ويختار المفردات الجزلة الجميلة الساحرة يعتمد في ألحانه علي الهارمونية التي فيها جرس موسيقي آخاذ حتي فرقته الموسيقية يختارها بعناية
ود الأمين إختار عصارة ما كتبه شعراء العهد الماسي للأغنية السودانية الحديثة من ابرزهم الحلنقي محمد يوسف موسي ودكتور عمر وصلاح أحمد ابراهيم والأستاذ الصحفي الصديق السقا الذي تغني له الراحل بثلاث أغنيات خالدة منها مين غيرك ، جنون عاشق ، له اغنيات وطنية خالدة ، الراحل له علاقات جيدة بفنانين عرب كانت له صداقة مع الراحل عبد الحليم حافظ كما ذكر لي ويحبونه كل أهل الفن والموسيقى في هذه البلاد واكتسب محبة كبري حينما كان يتقلد منصبا رفيعا في إتحاد المهن الموسيقية ، له علاقات تعاون مع شعراء الأغنية السودانية وحتي أهل المسرح كان يمازحهم ويمازحوه
برحيله يفتقد الفن السوداني عمودا راسخا ونفتقده حضورا مميزا علي خشبات المسارح الفنية المختلفة للذي لايعرف أن الراحل بارح البلاد من حوالي عام تقريبا حيث أقام مع إبنه في الولايات المتحدة بولاية فرجينيا وفارقت روحه هناك ،الارحم الله الفقيد الموسيقار محمد الأمين…. وكن مع الخالدين .
