♦ غيث ويوسف ابطال من ارض المعركة
✒ عاصم الدسوقي
اليوم الثاني للمعركة بعد ان انجلت صباحا وفر المتمردون خارج منطقة كرري العسكرية بعد ملحمة بطولية خالده سيسطرها التاريخ فخرا وعزا للذين نازلوا هذا النزال …
ثم التقيتهم بين الركام وبقياء اليات العدو والخسائر التي خلفوها بعد ان اختاروا الفرار ، التقيتهم وهم يحملون بنادقهم ويلتزمون بمواجهاتهم ويواصلون اليل بالنهار ، ثم تجولنا ووقفنا بين الموتى لنجمع اشلاؤهم وسترهم ، اري الارهاق في عيونهم ، ابطال جسدوا البطولة علي حقيقتها رجال يسيرون علي خطئ الصحابة والقادة العظماء ..
الاهوال زادتهم قوة ولم تخيفهم المعركة التي يخوضونها لاول مرة رقم صغر سنهم كانوا ينادونهم رفقاؤهم بجني جيش حتي خيل لي انهم ابنائي ، ثم ذهبنا للمنزل وتناولنا بعض الطعام ، واستلقوا في غفوة واستجمام ثم قاموا للصلاة وبعدها خرجوا وهم يحملون الامل بغد افضل واكثر امان ..
والاجمل كما يقولون بان السن تضاحك نديدها فانسجموا مع ابنائي وكانوا جميعهم اولاد عاصم ، لم تبخل ست البيت بما لديها وهي تدعوا لهم الله ان يثبت اقدامهم ويقويهم علي اعدائهم ويحفظهم من كل مكروه ، وهم يعاودونها من حين لأخر وينادوها ( يا امي ما بتجينا عوجه ) ،، واري الدموع في عينها ، وانا اكثر فرحا وسعادة بان الله منحني ابناء من غير صلبي بهذه الشجاعة والاخلاق والادب حفظكم الله غيث ويوسف ….
حقيقة كنت اري
المقاتل الشرس الجسور والانسان المحبوب الودود الابن المحترم جدا الذي احسن والديه تربيته وهو يدافع بالبندقية عن الوطن واقرانه في المدارس والجامعات لكنه اختار ان يكون من جنود الجيش والوطن البطل غيث احمد محمد سليمان ، شاب طموح يمتلك ناصية الابداع وفن التوثيق والتعليق وكان يقوم مقام المراسل الحربي وكثيرا من مقاطع الفيديوهات من الميدان كانت من صنيعة ….
انت مشروع رجل قامة وقائد عظيم تسير علي خطي العسكريون الذين سطروا اسماؤهم بدمائهم علي صفحات تاريخ السودان العظيم امثال عبد الفضيل الماظ وعلي عبد اللطيف …
انت تمثل تلاقح وتماذج ثقافي واجتماعي كبير وانا شاهد بانك وضعت بصمة كبيرة علي مفهوم الانسانية والمواطنة والتسامح والتعايش السلمي الجميل …