لم تعد طابت طيبه يا محمود
عاصم الدسوقي
كان كبر علينا ان نلعن الحرب التي افرقت جوف الوطن واظهرت مكامن الداء العضال الذي علق بالنفوس واصبحنا انصار المجوس نحوم حول ايوان كسري نبتغي حفنة دراهم ان شاء جاد وزدنا مدحا …
ضعفت النفوس وغابت العقول بعد ان امتلأت الدني بالنخب المعتق ودارت الكؤوس في براحات الأرض الطاهرة وقلاع الصالحين تاركين كل شيء للحظة النشوة والابتزال …
سيدي الشيخ احمد الطيب ود البشير بن محمد سرور ، رجل طالت يداه متوسلا ومتضرعا لمولاه ، ومن علية وآتاه من الخير الوفير والعلم الغزير وذرية صالحه غرست بذورها وانبت سنابل خضرا في الديار واشبعت كل اهل الوطن السودان …
لم نسمع كلمة لوم او عتاب من احد من الاحباب ، كان الغرس الطيب جاذب لكل طالب علم وصاحب حاجه ، فكانت سلالته الطيبة حاضرة علما وادبا وتدينا وتصوفا ، وانتشرت في كل مكان من شمال امدرمان الي وسطها وجنوبها وشرقها وغربها وعمت كل ارجاء الوطن الحبيب …
ثم كانت ارض الافاعي والثعابين التي انزوت طوعا وخجلا لمقام المحمود الشيخ عبد المحمود بن الشيخ محمد شريف نور الدائم بن الشيخ الطيب ، وبعد ان وطأت قدمها وكان الطيب والدواء والشفاء ، واصبحت منبت العلماء في كل البقاع والارجاء ، ارض خصيبة صالحة صلاح الانبياء ثم توارثها الابناء شيخ الجيلي وهاشم وابراهيم الدسوقي وكل سلف الصالحين الي ان وصلنا الي زمن الطالحين …..
الذين اعمي الله بصائرهم وابصارهم وحجب عنهم الفلاح ثم داسوا وغاصوا ودنسوا الصحائف والتاريخ ولم يراعو حرمة الانفس ولا الديار ، ولم يتواروا خجلا من هذا الصنيع المنكر الذي لا ياتي به حتي السفهاء ……..
خاب الرجاء وخرجت طابت لتستقبل المجرم الخائن المتمرد كيكل لا غرو في ذلك بعد ان مات الضمير وكانت الانفس رخيصة وتم شراؤها كما تشتري المسروقات والمنهوبات في سوق دقلو …
ولكن ؟ والحسرة الكبيره ان يقف النجس كيكل في منبر الساده الطيبية ومقام سيدي الشيخ الجيلي عبد المحمود فهذا هو الفعل المشين والغير محمود ولن نقبله تماما ……
ابي وسندي وقدوتي سيدي الشيخ الطيب استميحك عزرا لنخبرك ان لك احد الابناء دنس مقامك ولم يحفظه ، وكان حليفا لعدو لم يراعي ابسط القيم والاخلاق والاعراف ، داس علي الاطفال واغتصب النساء وجعل الفتيات سبايا واتي مالم يأتى به اهل قريش في الجاهلية الاولي ، اعداء النبي سيد البشريه جمعا محمد علية افضل الصلاة والسلام ، كان ابو لهب وابوجهل وابو محجن الثقفي رحماء بما رأينا من هؤلاء الغوغاء …
ومع ذلك ناصرهم هذا العاق ومرحبا بهم في منبر الخلفاء .. ااي تدنيس وفعل اتيت به يا من خلفت الاباء ويا خائب الرجاء ….
انت عار انت غير بار انت من ركلت الصوفية بحزاؤك وشيعت التصوف والصوفية والخلافة السوية الي مكب النفايات الاخير ….
كان لك ان تتبين مقولة الجد محمد سعيد العباسي …
انما الامم الاخلاق ما بقيت ….
فانهموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا …
والان طابت لم تعد طيبه ولم تعد منارة مضيئة سأمقه ولا نخلة شامخه وعليكم بما فعلتم ….