خطاب مهم للرئيس المكلف لتجمع قوي تحرير السودان
عبد الله يحيى ( الرئيس المكلَّف لتجمع قوى تحرير السودان )..
في البدء نترحم علي ارواح الشهداء من العسكريين و المدنيين وعاجل الشفاء للجرحي والمصابين في جميع انحاء السودان و العودة للمشردين والنازحين و اللاجئين .
وحدة البلاد بالنسبة لنا هي مبدأ وطني، هي ولاء له، وانتماء ، ومسؤولية، وهوية وطنية ، وبذل ، وعطاء ، و واقع حياتي معاش ، وهي مشروع نهضة امتنا ، وبرنامج عمل وطني مستمر بذلنا فيه ارواح طاهرة من ابطال شهداء فداءً للوطن .
لقد تعززت مسيرتنا الوطنية عبر عمل خلاق مبدع في سلوكنا مما نتج عنه تماسكنا المؤسسي (تجمع قوى تحرير السودان ) وعبره تلاحمنا مع شرفاء الوطن وبه نلتقي بكل ابناء الوطن من أجل وحدته بناءاً علي التعاون الخلاق بين ابناء الوطن الذين نختلف معهم في الايديولوجيا ولكن نتفق في حب و وحدة البلاد . يجب علينا التنسيق المستمر الي عن نفضي بالوطن الي بر الامان.
سيداتي وسادتي،
إن ما تشهده بلادنا من دمار وحريق كامل يحتم علينا التحرك لانقاذها، يتحتم ان يتداعى جميع ابناء الوطن الخُلَّص لانقاذها من ابنائها العاقين و من المرتزقة من مختلف الجنسيات ويوجب علينا تعليمهم ما هو الوطن وتدريسهم عن الوطنية و تبصيرهم من خلال الأخلاقيات التي تظهر عبر تعاملنا معهم .
اننا اليوم علي مشارف مرحلة جديده غايتها اخراج البلاد من الحرب, و الحفاظ علي السيادة الوطنية, وتكريس سيادة القانون. من أجل الوطن تسامينا علي مرارات الماضي والمظالم التاريخية، ليس لأننا نسيناها ولكن لأننا رأينا بأمهات أعيننا عملية تدمير الوطن و لأننا ثوار , والثوري لا يتلذذ بالمرارات بل يضحي من أجل شعبه، وهذا هو ما نحن عليه، ليس بالكلام و إنما بأفعالنا التي تُظهِر تلك القيم عبر تاريخنا النضالي، والآن بات كل شعب يعلم ذلك بعد عمليات تغبيش الوعي التي مارستها عليه النخبة المتسلطة لسنين طويلة عن قصد.
منذ بدء الحرب ظلت مواقفنا الوطنيّة والصادقة هي ذاتها مثلما كانت في السلم، و تحركاتنا تمضي وفق معطيات الحرب التي اندلعت بتاريخ 15 ابريل، وفيها انحزنا إلى مصلحة الوطن و نادينا بوقف الحرب ثم ولجنا إلى الحرب و اعلنا عن موقفنا الذي نحن فيه اليوم وهو الوقوف ضد المعتدي الذي رفض الصلح وسلوكياته علي الارض تشهد ضده, كل تحركاتنا ظلت وفق مصالح البلاد فقط .
الانتهاكات والجرائم ضد الانسانية التي يحدث اليوم في الخرطوم والجزيرة و سنار و كردفان ودارفور و كل السودان تحت ذرائع البحث عن الديمقراطية أثبتت بما لا يدع مجال للشك بأن من يقفون خلف تأجيج نيران هذه الحرب هدفهم هو تدمير وتمزيق بلادنا الي دويلات و يتطابق مع الموقف المخزي للعالم من قصف مواطني الفاشر بصورة يومية وانتقامية يرقى الي مستوى جرائم الإبادة الجماعية و الجرائم ضد االانسانية و يجب ان تكون مدانة بأشد العبارات من السودانين الخلص و من كل العالم، لكن موقف العالم مخزي و مخجل ازاء قصف المواطنين في مدينة الفاشر و استهداف المراكز الصحية و مصادر مياه الشرب و الاسواق بقصد تدمير ما تبقي من المواد الغذائية.
اذ تتقدم قواتنا الصفوف في ميدان معركة الكرامة من اجل الوطن, أيضا نطرح حلولاً سياسية وفق مبدأ السيادة الوطنية و وحدة البلاد و تعريف هذه الحرب علي حقيقتها و الاقرار بوحدة القوات المسلحة.
و اذ ننبه اولئك النفر من ابناء الوطن الذين يحاربون تحت مظلة مليشيا الدعم السريع ان يعوا بأنهم مطية لطموحات شخصية واجندات إقليمية و دولية بدلاً من ان يكونوا جنوداً للوطن، فإننا نذكرهم بأنهم إذا لم يعوا هذا الدرس من أفعالهم فسوف يسجل التاريخ بأن العيب فيهم و في من استخدمهم سواء بسواء، لذا العاقل يعود الي رشده و يجب الا يحرقوا انفسكم بأيديهم قبل فوات الاوان.
ختاماً، نحن لا و لن نقف ضد اي مبادرة تدعو الي السلام شريطة الا تحمل اجندات غير السلام و وحدة السودان و تسمية التمرد بحقيقته والاقرار بالأخطاء و الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب السوداني , دون ذلك لن نلتفت إلى أي مبادرة مفاوضات تطلق من أجل الإلتفاف وشراء الوقت.
حفظ الله السودان شعباً وأرضاً
عبد الله يحيى أحمد – الرئيس المكلَّف لتجمع قوي تحرير السودان
غُرّة اغسطس ٢٠٢٤