فولكر شدّ ورِكِب
احمد ادم سالم
فشل النخبة السياسية السودانية وإختلافها فى حل مشاكلها فيما بينها فتح الباب واسعا للتدخل الدولى والأممى
لفرض الرؤية الليبرالية والعلمانية لإنتاج نظام سياسى يحكم السودان ويدور حول فلك السياسة الدولية وتحت تحكم وسيطرة الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي والأمم المتحدة
فولكر بيرتس المندوب الأممى ، (بريمر السودان)
يبدو أنه أكثر المستفيدين من انقلاب البرهان فى أكتوبر الماضى
والمظاهرات التى ظلت تخرج منذ أول يوم للانقلاب حتى يومنا هذا
ونتيجة لذلك قام فولكر بتصميم مقترح وتقدم بمبادرة سياسية تجمع الفرقاء السياسين وأصحاب المصلحة فى الساحة السياسية بدعم وموافقة دولية
لوضع الحلول النهائية للاحتقان السياسى بالسودان
ومبادرة فولكر ستحدث تغيرا جذريا فى كثير من المواقف السياسية التى أعلنت بعد الانقلاب من قبل قحت ولجان المقاومة وبعض الأحزاب السياسية تتماشى ورؤية المجتمع الدولى
ولكى تنجح هذه المبادرة لابد أن ينحني المكون العسكرى للعاصفة ويخفف من القبضة والسيطرة العسكرية على الفترة الإنتقالية
وليتم توقف المظاهرات ويبدأ الاستقرار فى الشارع لابد أن يكون تنازل العسكر كبيرا وبصورة مقنعة للمتظاهرين الذين لا يقبلون إلا بحكم مدنى كامل الدسم
لابد أن تكون القاعدة السياسية الداعمة لمبادرة فولكر واسعة ومتسعة بالقدر الذى يضم معظم القوى الحية فى الساحة السياسية
وقد ظهرت بعض بوادر القبول من عدد من التكوينات السياسية وتنازلت أخرى من الشعارات الصفرية التى كانت ترفعها
وفضلت الدخول فى دائرة الفعل السياسى
وبذلك يمكن أن نلمس بعض الإنفراج للأزمة التى يعانى منها السودان حاليا
وإضعافا للقبضة العسكرية خلال الفترة الإنتقالية قد تصل لإلغاء مجلس السيادة
وإرجاع حمدوك لرئاسة مجلس الوزراء
وتكوين حكومة كفاءات وخبراء مستقلين من غير انتماء سياسى أو حزبى
ومن ثم إكمال مؤسسات الحكم الإنتقالي
والمضى قدما نحو الانتخابات بعد إنتهاء الفترة الإنتقالية
كان الصراع السياسي خلال الفترة الإنتقالية الماضية محتدما وصفريا
تم حسمه لصالح رؤية المندوب الأممى فولكر
وخسرت بذلك الأحزاب والتكوينات السودانية
وخرج القرار الوطنى من بين ايديها
وأصبح السودان فعليا تحت الانتداب الأممي
وطنى يؤلمنى