مالكم كيف تحكمون
إنها النهاية المحزنة إذ قالها الفنان وبقت النهاية المحزنة إذ حملوا لاءاتهم الثلاث المؤدية الي الطريق المسدود في معادلته الصفرية ذات الحلول العدمية المفتقرة الي العلمية التي تحمل رأي يافعين لم تصقلهم التجارب ولم يكن معهم خبير أصابه غبار وقائع الدهر وعركته صروف الزمان ومر علي المكان غربه وشرقه وشماله وجنوبه وله علي كل بقعة صديق وفي كل سفرة رفيق وحكايات ومنازل وجد بها القري وكم جالس الحاتميين في البوادي والحضر ولم يضع العصا عن عاتقه إلا جلوسا في شجرة صلح أو دوحة عمدة عنده يكون الحل والربط والعقد ولهم من الاحترام والمكانة مالهم جلبوه بكدهم وعرقهم فكانوا منزل أضياف وأبواب كرم لا تمنعه المشتات ولا يعرف سنين المحل يحبون أرضهم ويعشقونها حضر وبادية وكم غنوا لها وافتخروا بها وقال قائلهم أنا لها وأنا بها ، ولم يضعوا نوائبهم بين يدي غريب منذ أن قالوا يا غريب يلا لي بلدك ، فما بال لجان المقاومة التي لم تتفق مع بعضها وتري في الأحزاب وكسة ولا تدري الي أية وجهة تتجه وتحمل لاءاتها الثلاث التي ليس لها لسان وشفتين ولا أيدي ولا رجلين , يريدون للقوات المسلحة أن لا تكون شاهد ولا في المشهد ثم ينشدون المدنية التي غاب مهندسها وحاميها ويظنون أن أمور الدولة بهذه البساطة وأن المجتمع الدولي تحت أمرهم وأن الدول رهن إشارتهم وهاهم بالأمس جلسوا مع السفير الأمريكي يطلبون منه معاقبة الشعب ويدينون له الأحزاب ويطلبون التدخل ولا يدركون أن في شكواهم انتقاص سيادة تدل علي عدم المعرفة وحسب فهمهم بأن الدولة تكون بهتاف ونشيد وتبني بزغرودة ، وليس لهم فكرة ولا بيدهم برنامج غير هتافهم المعلوم الذي لم ولن يقدموا معه دراسة للدولة كيف تكون وبأي طريقة تدار ويظنون أنها تمشي بضرب الطار والعزف علي الأوتار ، ونقول لهم مهلا فإن إدارة الدولة علم وممارسة وطريق مرسوم بالخطط المدروسة وليست خبط عشواء ولا دعوة عشاء فهي تحتاج لمخطط ومشرع وحامي ولا تقوم أعمدة الدولة من العدم بل تحتاج الي جهد ومجهود وتضافر وكل ذلك يأتي من باب العلم ويقوم به مدرك ويقوده عارف حتي لا تتفرق به السبل ويدخل في نفق لا مخرج منهم , ولا نشك أو نشكك في حب الشباب لوطنهم وحب الوطن واجب مقدس ولكنه لا يقوم إلا علي المعرفة وكل من أراد بناء الوطن عليه أن ينشر كتابه ويبين فقرات درسه وأن كيف نخرج من المآذق التاريخي وكيف نبني المعبد ولا نهدمه فوق رؤوس قاطنيه ولنكن دعوة حوار وتوحيد صف وقد رمي قائد الجيش الكرة في ملعبكم وأكد لكم وللعالم الرجوع الي الثكنات فعلام يكون بينكم ما صنع الحداد وإن كنا جميعا نريد الوطن لما لا نتفق علي الحد الأدنى ونمشي سويا في فترة إنتقالية تنتهي بإنتخابات متوافقة مع المعايير الدولية أما أن كل مجموعة تتمترس حيث رأيها فابشروا بخراب قريب ليس له منقذ ولا مجيب وكيف لا يكون الخراب وأنتم لا تريدون الحارس وترفضون الحامي وليس لكم كنانة ولم يكن معكم سهم ولا طويل نجاد ولا رفيع عماد حتما سيغني لكم المغني وبقت النهاية المحزنة فمالكم كيف تحكمون .
*شندقاوي*