شندقاوي .. أيها السابق الهادي لما يقوله
كم ترهق خيل من يجاريك
وهل تراك كذبت وعداّ ؟ .. إلا أن تكذب الشمس سفورها الشرقي المهيب ، أو يكذب البدر هالته الناصعة .. كنت وما تزال – رعى الله هذا الوفاء – حفياً صادق النوايا في كل منعرجٍ وكل ثنيةٍ ..
أما المسار فهو مسارك المركوز في جينة القيم ، ومنها يستسلم القرطاس للمداد فيوضاً مما ينفع الناس .. وأزل القرطاس والمداد أن ينصاع طوعاً لمن يخط الحرف نظماً كمثلك .. ينصاع لأنامل وعقل وقلب تسامقت قيماً واصطلحت على الصدق ليس سواه ..
ولمن غيرك أيها العزيز تمنح الكلمات مقودها وتتساوق السطور رتلةً كأسنان بدويةٍ عذراء لا سابق عهد بينها وبين الغذاء المصنع ! .
وأنت من المسار كحال ابن الفريعة حسان الأنصاري من ربعه :
لله در عصابةٍ نادمتهم
يوماً بجلق في الزمان الأولِ
أو كحال دريد الكهل من عبد الله :
أَخي أَرضَعَتني أُمُّهُ بِلِبانِها
بِثَديِ صَفاءٍ بَينَنا لَم يُجَدَّدِ
وأنت من أنت من تُهادي نحو سماحة أواصر مجتمعية سداها الإحترام ولحمتها الود الصادق وقصب سبقها كمالٌ تؤسس له أكف ليست بالراعشة وقلوب ليست بالواجفة ..
أنت – أيها العزيز – من ظللت تمنح الفتيلة منهلاً يقبس منه طلاب الاعتدال والموضوعية زيتاً للقناديل لتتسلل شمس الحقيقة نحو الدواخل ، فتمحق الظلمة والزيف والشقاق اللئيم ..
وإذا كانت المسار بلغة الضاد قد بلغت شأواً مرموقاً ، ورقت نحو النموذج صُعُداً نحو المثال بإسهامكم الجهير ، فإن شقيقتها الصادرة بلغة الفرنجة تأنس استطرادكم واستدراككم واستغراقكم بما يفيض المعرفة ويمسح حتى الرقائق أن لا تحجب الحقائق .
وكم هو عصي رد تحاياك الآهلة بالنبل بمثلها ، وما يعزينا عن القصور سوى القناعة بأن ما لا يدرك جٌلُّهُ لا يُترك كلُّهُ ..
ومعكم وبكم – أيها العزيز – نصوب نحو السماء علنا نصيب ذُرا مئذنةٍ تبسقت تسامر العصافير وتناثر طلاوة الآذان في السحر ..
مساراً ياها دربك سايقة لي قدام
وهمها ياهو همك لا فتر لا نام
عشمها تشوف حياة الناس رفاه وسلام
أبشر شندقاوي القبلي زرقن وغام
وختاماً فإن من يسعى لمجاراة العارفين موعودٌ بالرهق والعرق .. طاب غرسك