البعث … حزب الحلاقيم الغليظة
بقلم : يوسف عمارة أبوسن
منذ أن أسس ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار أول خلية بعثية في العام 1945 ، منذ ذلك الوقت لم يكتشف قادة البعث طريقاً لقلوب الناس غير الهتافية وإدعاء النقاء الثوري ل(يطلسوا) بها عقول القومجية الحالمين وصغار الناشطين وأنصاف الثوار .
حزب البعث في السودان ليس أيديولوجيا قومية عربية ، مثله مثل الأفكار المستوردة والتي تشوهت حين طبقت في السودان ، فالبعث مثل الحزب الشيوعي السوداني الذي يؤمن شيوخه بالله ويعمل شبابه ونسائه في المنظمات الغربية ، وكذلك مثل الأخوان المسلمين في السودان الراضخين للتمدد السلفي والنوبة الصوفية ، حزب البعث شُلة تمارس عملاً سياسياً يهدف للوصول للسلطة ، ولا تمثل هذه الشلة غير مصالح قادتها وتحالفاتهم ، وحزب الشلة لا يقبل أعضاء جدد ولا يستقطب مجموعات ، فهو حزب غير قابل للزيادة ولا يسعى لها ولا يسمح بممارسة يكون فيها الحكم الجماهير ، هذا الحزب يسعى للحكم عبر الشرعية الثورية أو الإنقلابي الدموي الغاشم والذي لم يستطع القيام به بسبب الدولة القابضة طوال الثلاثين عاماً ، هي مجموعة مهووسة غارقة في تكتيكات العمل الأمني والمعلوماتي .
هنا وجدي صالح يقسم بشرف البعث العظيم أنهم سيسقطون (الإنقلاب) ، عن أي شرف للبعث يتحدث وجدي وعن أي إنقلاب ؟ وحزب وجدي طوال ثمانين عاما من مسيرته لم يحقق خمسة سنوات إستقرار في أي من ال53 دولة عربية من أمته العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ؟ عن أي إنقلاب يتحدث وجدي وحزبه خلال ال 77 عاما أقام ثمانية عشر إنقلابا عسكريا في ست دول عربية ، كان نصيب السودان منها إنقلابين الأول انقلاب مايو بالشراكة مع الشيوعيين والثاني انقلاب رمضان 1992 الذي فشل وأعدم قادته .
فحزب البعث حزب إنقلابي بإمتياز لكن قدرته وقادته أقل من أي يحدثوا إنقلابا في السودان ، فمن قبل تبنوا خيار الإنتفاضة الشعبية المحمية بالسلاح لكنهم تراجعوا نحو خيار الهبوط الناعم ، ودخلوا السلطة من مظلة ديسمبر ، ليمتطوا حصان لجنة التمكين التي خدموا بها عقيدتهم البعثية وفكوا بها عقدتهم النفسية حتى حدث ما حدث في 25 أكتوبر .