الرأيمقالات

ستشهد رسائلهم وسيكتب التاريخ

المسار نيوز ستشهد رسائلهم وسيكتب التاريخ

الحل لا يمكن أن يكون إلا بيد رجل من القريتين عظيم فمالكم لا تستعينوا بإبن العنزتين وقد أشار لكم ونصح وحشر فنادي فمالكم لا تسمعون ، وهنالك من يبحث عن ذاته بين الطلقة والطلقة وينقب عن مكاسبه مع ارتفاع درجة حرارة النيران ودوي المدافع ثم يتحدث عن الصلح وبلسان المصلح بأن الصلح خير ، ولكن الصلح لا يمكن أن يكون إلا عن طريقه. وهو في أمر صعب وفي محك أثقل كاهله وإن لم تستعينوا به فلا كيل ولا حلول وكيف به وهو إبن عنزتين وفي شد وجذب بين أهل أبيه وأهل أمه وفي موقف حرج كما يدعي وكما تحكي رسائله والتي سوف يطالعها الجميع يوما ما ، وأنه لا يريد أن يكون في موقف الذي يستعين بأهل أبيه علي أهل أمه ويحزن أيما حزن أن يكون في مثل هكذا موقف ، وقد عقدت الخيل أمرها ويخشي علي أهل أمه مثلما فعل المك نمر بأهله وقد إرتكب حماقة بقتل الباشا فكانت حملات الدفتردار الانتقامية تنكيلا بأهله ، وقد قال أنه حزين أن يقع مثل هذا مرة أخري وحميدتي هو الوحيد علي كبح جماح العربان وقد يأتون كسيل العرم عبر الدبة ثم الشمالية كلها ظاهرها وباطنها حتي البحر الأحمر ولا لأحد يمكن أن يكون له قبل بهم فقد يأتوكم من كل فج عميق بمالا قبل لكم به ، فالصلح خير وأنا خير مصلح وناصح ووسيط فإن إستعنتم بي فقد نصل الي بر الأمان ، وإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب لا هوادة فيها لا تبقي ولا تذر ، فقد عرضتم البلاد إلي الدمار الشامل ، فهذه رسائله تقول ما كتبناه ، وسلامة البلاد معقودة بين يديه وإن جعلوه واستعانوا به فهو من يقدر علي الحل والعقد والربط كما سار أبيه صاحب المقام الذي لم يكن عمله بمقابل ، أما هو فليس له حساب غير حساب التجار وكل شئ عنده بمقدار وهذه بتلك ، فهذا هو مدعي العلم ودكتور نال الدكتوراه في الانتهازية وهاهو يبحث عن مصالحه بين الدماء والأشلاء ، ولم يتحدث أو يحزن لمن هلك من أهل أبيه ولم تقطر منه دمعه أو ينفطر له قلب لمن مات ونزح من ديار أمه ، كل ذلك إبن الناظر والأمير لا يعنيه ، ويبدو أنه حافظا لفلم الرصاصة ما تزال في جيبي ، فأعطوه الكرسي وسيعصمكم من الرصاص ومن مات من ديار أبيه أو ديار أمه فهذا له عربون وصداق مقدم الكرسي ، فلما لا تستجيبوا لصاحب الحلول وتعملوا برسائله فما دام الحرب ستقيف بجلوسه علي الككر ولبس الطاقية أم قرينات فله ما أراد ولا يضيركم شئ وكفي المؤمنين شر القتال ، وإن لم تفعلوا سيفعل بكم كما فعل الوليد بالمصحف والعياذة بالله ، وإن لم تعطوه ما طلب منكم سيقول لكم اذا ما لاقيتم ربكم يوم لاي فقولوا له قد متنا لأننا لم نعطيه الكرسي ، فهذا قوله وهذا ما حملت رسائله التي حتما ستخرج يوما ما الي العلن ولن يكون هنالك تاريخ كذوب بعد اليوم ، فإن الحرب جبت ما قبلها ، وكثير منهم قد طلب الكرسي وسعي ووسط وبكي وجري من أجله ولكنه لم يفلح غير أن ذلك سيكتبه عليه التاريخ الذي لا يمكن أن يكون كذوبا بعد هذه الدماء الغزيرة والعزيزة التي سالت ، ولم ولن تكتب الأقلام بعد هذا كذبا كما كتبت بعد كرري زورا وبهتانا أنهم قد شتتوا كتل الغزاة الضارية ، وهم في حقيقة أمرهم قد ماتوا موت الضأن ، والله المستعان ، فكم إبن ضال لم يسمع وصية لقمان لابنه وهو يعظه ، وكثير منهم ماله في الدنيا غير نفسه ونسي أن الموت سيدركه ولو كان في بروج مشيدة ، وستكتب عليه لعنات التاريخ كلها ولعنة الله والناس أجمعين ، فويل لأؤلئك من مشهد يوم عظيم ونسأل الله لبلادنا أمنا وسلاما وهلاك الفئة الباغية ليبقي الوطن الذي نريد ونعيش فيه بالود والحب والسلام ونقول لمن أراد بالوطن شرا يا سلام !

 محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى