أحلامُنا في بئرِ يوسُفَ أُلقيت ونفوسُنا ترجو لقاءَ القافلة!
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
كل من نزح حلمه الذي يريد …هو أن يترك مكان نزوحه ويذهب إلي موطنه الذي عاش فيه سنين عددا، الكل يحلم بشيء يكون سرعته كما البراق يحمله هو ومن يعول إلى ذلك المكان الذي له فيه ذكريات…. وذكريات وصور كانت معلقة في جدار الحائط تفصح عن زمن جميل ،كل طفل أو صبي يحلم بأنه يعود إلى مدرسته أو جامعته التي تركها بعد أن انقطع عنه حبل النهل الأكاديمي، كل عامل أو موظف يحن إلى لياليه الخوالي متعبا من جهد بذله خدمة في مؤسسته التي رضع من ثديها منفعة وخبرة وتفاني
إنها الحرب ياسادة…. هي التي جعلتهم في هذا الوضع الذي لايحسد عليه أحد ، الحرب التي اشعلوها فئة ضالة وهربوا لاهم لهم إلا السمسرة في الوطن وبيعه في سرادق المزادات التي تعج في داخل الدول التي لا تريد خيرا للبلاد ولا إستقرارا لها ، اتخذوهم مطية بركبونها كل مرة ، تلك المطية التي تارة تنهق وتارة أخري تنبح وتارة تعوي ليس لها صوت واحد وتتخذ النشاذ السياسي والصوت (الخمير) !
أحلامنا أن نسعي في ترسيخ وطن ديمقراطي حر حكامه يأتون بشرعية معروفة يختارهم هذا الشعب بمحض إرادته، نحن قوم فشلنا في تقديم منهج حكم سليم طوال تاريخنا السياسي جربنا الأنظمة العسكرية وجربنا الأنظمة الشمولية وجربنا منهج الشرعية الثورية التي ضيعت هذه البلاد وجعلتها حصريا لفئة معينة بطشت وسادت زمنا ثم صارت في عداد الغابرين
احلامنا أن نحرر كل شبر تم استباحته من فئة ضلت الطريق وارتكبت أكبر الفظائع في تاريخ هذا السودان الحديث ، من يصدق أن قري الجزيرة الوادعة التي لا تسمع فيها صوت (الذخيرة) إلا حين عرس؟ الآن تطلق عليها الدانات وتحوم في ازقتها العربات ذوات الدفع الرباعي تحمل الثنائي والرباعي ، من يصدق ان قري الجزيرة الآن أبواب (حيشانها) توصد ليلا ونهارا خوفا من عدو يدخل فجأة علي عزل بعد أن كانت ليلا فاتحة
إني من منصتي أحلم….وأرى معي الكثير يحلمون وكل احلامنا ألقيت في غيابت الجب بسبب العابثين بهذا الوطن وهي أحلام مطلوبة ومشروعة فهل تأتي قافلة العزيز ؟ .