أدرك أن البحار الهادئة لا تصنع رباناً ماهراً :
البرهان في تقديرِ أهلِ السودان ؛ “عاسا نجيضة لامن جابت الحُرَّاق”
عزمات الرجل لم تهن ولا تثنت حديدته وهو يواجه المهام الجسام.. ولما أن حسب القوم أن مابين الفرقاء كمثل ما بين الحديد والحداد بحيث أن لا تلاقيا ، كان يقف في كل مجمعٍ يحدث الناس في تفاؤل موضوعي أنهم مع الإطاري على أن يجمع الناس .. لكنهم ظنوا أن لا اجتماع ، وأنها آزفةٌ لا مخرج منها ..
وظل القائد البرهان مصدر طمأنينة لكل حشدٍ خاطبه أن بلوغ الغايات يقتضي الصبر وسعة الصدر والأفق .. وخاطب العالم بخطاب متماسك غير هياب ولا وجل ؛ قال ؛ نقبل بدوركم كمسهلٍ للحوار دون أجندةٍ مسبقة .. وسمع العالم وتفهم .. كانت الدنيا تضطرب من حوله لكن دوره كقائدٍ أملى عليه أن “يلزم الجابرة” ويصبر عليهم خلال حقبةٍ غير مسبوقة في تأريخ البلاد .
ومضى الرجل البرهان يبرهن للجميع مأثور القول ؛ أن البحار الهادئة لا تصنع رباناً ماهراً .. يصطرع الموج لكن المقود بيده . ومضى يستمع للجميع ، ومن يعرف البرهان منذ نعومة اظافره يعلم جيداً أنه مستمعٌ جيد . إستمع للقوى السياسية وللإدارات الأهلية ، لشباب الثورة ولرجال الطرق الصوفية.. قال قائلٌ أنه يؤم الحشود ويرخي السمع حتى يلتقط النبض الجمعي ثم يجيب بما هو موضوعي ومقنع .
وأخيراً أدرك الوعي الجمعي أن جبال الخلاف هي محض قمم ثلجية ذابت رويداً فور أن عرضها لشمس الجرأة العلمية .
ونظر أهل البلاد فإذا بالمواعين التي أريد لها الضيق تتسع ، وأدركوا أن اتساعها غير محدود وأنها كفيلةُ بحمل الجميع على ظهر السفين نحو الشواطئ الآمنة .
وطبيعي أن نشهد المراوحة الماثلة ، والتي يعلي من شأنها تحسين أوضاع أي الفرقاء على طاولات الحوار .. وبالنسبة لرئيس المجلس السيادي فإن تعبيد المخارج نحو الوئام المفضي لاستقرار البلاد ورفاه الإنسان تظل الهدف الأسمى .