عام هجري جديد وقد دخل بالشهر المحرم وقد جعله المولي عز وجل من الأشهر الحرم ، نسأل رب العزة الذي رفع السماء بلا عمد أن يكون فاتحة خير علي شعبنا ونلجه ونحن أكثر ترابطا لا حقد ولا بغضاء ولا شحناء بيننا ، أخوة نقبل علي بعض في حب وود وتراحم وتلاحم كبنيان مرصوص في إحساس عال بمعني الإنسانية التي في حياتها كلها نفع للناس ونمضي بذلك ونمشي في مناكب أرضنا بعزة وفخر ونعمرها كأننا نعيش أبدا ونترك ذكري بسبيل مقيم كأننا نموت غدا ، ويبقي أثرنا واضحا كنقش علي حجر من جاء بعدنا يسلكه فيري الأنوار تحيط به من كل جانب وبنجمة الصوي يهتدي لا يخاف بخسا ولا رهقا، يعلم أنه يسير بين رهطه الذي لا يحب ظلما ولا يظلم عنده أحد ، ولا ظلم ولا ظالم بينهم ، ويقدس أرضه ويعشق سماءها ويقبل ترابها ويسجد عليه شاكرا لربه ويمشي علي الأرض هونا ، عام بدأ بالمحرم وهو من الأشهر الحرم قد أقبل بعد شهر الحج الأعظم ، وبإلتقاء شهران محرمان عظيمان تبقي الحياة عظيمة ، وتبدأ بإلتقاء إثنين في حب سرمدي وود أبدي ، نبدأ مسيرة ظافرة تدعو الي السلام المصاحب للأخلاق المدركة حق الإنسان العالم بحرمته المعظم لشأنه وهو خليفة الله في أرضه ، لايدري أيمكث يوما أو بعض يوم ، في حياة عابرة معتبرا بالآباء والأجداد الذين مضوا ، وما عليه إلا أن يضع علامة ويبني أمة علي هدي من أمرها بعيدا عن الجهل الذي يقود إلي ما نري ، فيجب أن ندعو بل نعمل لسلام مربوط بالعلم وندخل بحوره ونمشي تحت نوره بجانب الحقيقة ولا نقول نحن ملاك لها ، فقد أقبل عام ومضي آخر ولا نسئ الي الدهر ولا نرميه بما أغترفت يدانا ، ولكن نخاطب نفسنا جهرا وسرا وفوق ذلك ، علام التناحر وفيما التشاجر وكل الذي فوق التراب تراب ، فلتكن قلوبنا حاضرة ولنكن في حضرة أولو الألباب لنفشي السلام ونمضي بسلام وكل عام وأنتم والوطن بألف خير وسعادة أبدية في وطن يسع جميع أهله أين ما حللت فيه بين أهلك ، تمشي فيه مرفوع الرأس بعزة وتغني له عزيز أنت يا وطني ، وسلام ، وسلام علي أهل السلام ، وفي الناس المسرة وعلي الدنيا السلام .
محمد عثمان المبارك