البرهان في أبوظبي : إستراتيجيا الحراك محمد بن زايد : جينة الأواصر
حتى قبل مغادرة طائرته مشت ركبانهم بذات هشاشة القيل والقال التي عرفوا بها ..
وبين “قيل” و”قال” أتاحوا للتمنيات الخُلَّب أن تتدافع دون رادع .. حاكوا من القصص أوهنها غزلاً على نول رغبة عودتهم للكراسي ..
من قائلٍ “سيعود حمدوك ، وشلة أنسه ” . “حمدوك رئيساً للجمهورية” ؛ قال قائلهم . ومنهم من يتزيد “بعودة لجنة التمكين بمناعها وبقية “الخبوب” .. ومن يمضي الأبعد يستلهم الهتاف الأرعن : “البرهان يرأس اللجنة الأمنية وبس” ..
لكن ليس من غرابة ولا حظر للأمنيات ، ومن حق الكاذب أن يكذب حتى على ذاته ويمنيها الأماني ..
ولو أن لليسار بشقيه العروبي والشيوعي ناصحٌ يمحض ، لحدثهم أن البرهان ورعيله أوسع أفقاً من زبد الهتاف .. ما بين الطالب الحربي والفريق أول ركن كم من البحوث والدراسات أعدها ؟ .. كم من الدورات الإسترايجية الأعمق ؟ .. كم من غربلة نحو الترقي عبرها حتى صار لما صار إليه . بل لكم من “بنات الرجال” خطط ؛ “والهاوزر يبدا يدمر ، بي الضرب البان تأثيرو .. دا الأرجف قلب الخاين إتقدموا إنتو وسيرو ” .. هل تسامع أمثال سلك وود الفكي ووجدي وحمدوك “للرباعي” وهو يحصد الأشجار من أوتادها ؟ .. هل لهم عهد بالخنادق تفوح منها نكهة الدم والبارود ، وتردد جدرانها فحيح الأفاعي ، ثم تسجل ذات الجدران شهادة من تكفن بأغصان الشجيرات الجافة ؟ .. البرهان لا يعدله أيٌّ من هؤلاء .. وطائرته مخرت عباب الأثير بين الخرطوم وهو يعلم ما يريد ، ويعرف جيداً مرجعيات مستضيفه ..
وبن زايد وهو يستقبل البرهان ما تني جيناته تحمله لعهود زائد الخير .. أواصره بالسودان .. تجاربه ومؤانساته ووجبات الطعام التي تناولها بكل تلقائية العربي القادم من عهود بكرٍ ووائل ومضر وإياد .. المتشبع لاوعيه بمآثر حاتم وإياس ومعن بن زائدة . وجينة محمد بن زائد هي بنت ذات المزاج ..
ثم أن حديث الوفدين ما انشغل بأمنيات اليفع إذ لا ذكر لا للحمدوك ، ولا لصبية المنظمات وسراب التسريبات الهشة .
محمد بن زايد لا ينبت عن آصرة الشيخ المؤسس فراسته وحكمته ودرايته بالسودان وأهله .. وإن كانت الضيافة قد حسنت وأهل الإمارات أهل لذلك كابرٍ عن كابر ، فإن النتائج جاءت غصةً في حلوق الحالمين عن سفاه .. ودائع للمصارف السودانية .. مشروعاتٍ تنموية وشراكات استراتيجيةٍ تعنى بتثمير موارد البلاد المتنوعة ..
سيعود البرهان عوداً أحمد وبكفيه حزمة من النجاحات قعد على نولها أفذاذ وأحسنوا حياكة ما ينعش روابط البلدين ويحقق المشترك ..
وهو يستقبل ويحسن ، ويستضيف فيحسن ، ويتعهد بالأفضل لمصلحة البلدين ، ينطلق محمد بن زايد من جينة فيها من سعة الأفق ، والفطنة ، والحكمة ما يتعالى على أحلام الصبية الخديج ..
عوداً حميداً الفريق البرهان .. ذلك هو العشم محمد بن زائد آل نهيان ..