أفورقي زيارة بعد منتصف الليل !
ياسر الفادني
مصيبة السودان أن حوله دول معظمها ضعيفة تستفيد منه أكثر مما يستفيد منها ، والأدهي والأمر أن بعضها يمكن أن تصنع منها دول الإستكبار خميرة عكننة سياسية لمن يحكم في السودان إن وقع في خانة عدم الرضا ، التاريخ يشهد بذلك دول الاستكبار إتخذت أثيوبيا واريتريا ملاذا لجون قرنق في عهد البشير ودعمته حتي صارت هجماته تنتطلق من الدولتين
أسياسي افورقي واحد من الذين يعتقدون أنهم يمكن لهم أن يساهموا في تشكيلة العجينة السياسية لهذه البلاد وقد فعل حينما وقعت إتفاقية سلام الشرق مع البشير عام ٢٠٠٦والتي أنهت الحرب تماما في شرق السودان ، ظل هذا الرجل صامتا بعد سقوط البشير وظل ويراقب الموقف جيدا في حقب الحكومة الإنتقالية المختلفة التي مرت عليها وأخيرا قرر أن يتخطى الأسلاك الشائكة في منتصف الليل !
المبادرة التي أطلقها افورقي لحللة أزمة الشرق يبدو أنها لم تنضج دبلوماسيا بين البلدين ولم يتم الجلوس الثنائي لها من أجل دراستها وأخذ الحكومة السودانية فيها الرأي الكامل ، أعلن افورقي دون تريث وعلي عجل بداية هذه الفعالية ودعي لها عددا من رموز قبائل وغض الطرف عن آخرين بدون إذن من السلطات السودانية
ماحدث بالأمس من ذهاب لعدد مائة شخص دعاهم افورقي إلي دخول بلاده بطريقة (كولمبية) !! ودون تنسيق من الحكومة يعد سابقة خطيرة في التدخل السافر والغير محترم من دولة إريتريا في الشأن السوداني دون علم الحكومة والدليل علي ذلك أن الوفد مكث زهاء ال5 ساعات عالق في (اللفة) المدينة الحدودية التي تفصل إريتريا عن السودان ولم تفلح محاولات السفير الارتري بحلها بعد بذله جهود مضنية لكنه فشل وجاء الوفد راجعا
الذين ذهبوا أعتقد انهم وقعوا في خطأ كبير كيف يمشون في هذا الطريق دون معرفة رأي السلطات السودانية المسبقة في هذا الأمر كان عليهم أن يعرفوا موافقة الحكومة السودانية أولا قبل تحزيم أمتعتهم للسفر فليعلم الذين ذهبوا أنهم مواطنون سودانيون وعندما يريدون السفر إلي دولة خارجية برا أو بحرا أو جوا لابد من الإجراءات الرسمية المعروفة ، لا اصب اللوم علي كل الذين ذهبوا لكن اصب اللوم علي القيادات التي رتبت لهم هذا الأمر
أعجبتني كثيرا الخطوة التي إتخذتها السلطات بعدم سفر هؤلاء عن طريق ( السمبلة) وعدم إخطار السلطات بذلك فهذا إجراء طبيعي وعادي تتخذه أي دولة إذا تم عدم الانصياع للاجراءات المتبعة لها والمنظمة للسفر خارجيا
افورقي يبدو أن حالة العزلة الدولية التي يعيشها وحالة القبضة الحديدية التي يحكم بها شعبه يريد أن يجد منفذا داخل السودان لفك العزلة وعمل وصناعة كيانات قبلية ويدعمها لوجستيا لتحقيق مايريد ولو كان هذا خصما علي الوضع السياسي المتازم في السودان
مرحب بالدول التي تمد يدها بيضاء من غير سوء من أجل إستقرار السودان وهذا يتاتي عبر الطرق الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا لكن ما يريد أن يفعله افورقي بخطوته هذه تشبه قفزة ديك العدة في مغسلة الأواني ليلا ، علي الدولة عدم السماح بتاتا بمثل هذا الأفعال وعلي قيادا تنا في شرق السودان أن لا يكونوا حصان طروادة الذي يصنع ليضر هذه البلاد ….والله ما ضيع هذه البلاد إلا العملاء فتبا لهم ثم تبا أينما حلوا وحيثما وجدوا.