أنا… جيتك جاري
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
عنوان هذا المقال هو مطلع قصيدة في مدح الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، خطها بقلمه الهائم في الذات المحمدية والعاشق الولهان حبا وشوقا لأكرم من خلق الله علي وجه البسيطة كلها حبيبنا المصطفي صلوات الله وسلامه عليه ، الراوي المادح عبد الرحيم البرعي كتبها ولحنها و أداها صاحب الصوت العذب الصوت الشجي الصوت الندي بعشق المصطفي المادح الراحل المقيم الجيلي الصافي ، الراوي عبد الرحيم البرعي يعتبر من أكثر الرواة كتابة في مدح النبي صلي الله عليه وسلم ليس قلمه الذي ينبض حبا في النبي فحسب بل عقله وقلبه ودمه إن تم فحص جزيئاته نجده مشبع بكلمات كلها في مدح النبي صلي الله عليه وسلم ، كيف لا وهو العاشق وهو الصوفي الذي يحن إلي لقاء الحبيب يوم القيامة ويجلس بجواره ويشرب شربة من كفه الطاهرة التي لا يظمأ بعدها أحد كيف لا…. وهو القائل :
إبلي المشرفات وسمهن فاخر
ينفعني درهن في اليوم الآخر
براق اللاح من جاي
سوح قبلتي ورجاي
حار ذكري وتاه جاي جاي
لمتيــن يا الــرسول ملجاي
كتب الراوي عبد الرحيم البرعي أكثر من ٧٠٠ قصيدة في مدح الرسول صلي الله عليه واودعها الملكية الفكرية وسمح لكل من يريد أن يؤدي كلماتها مدحا أن يؤديها دون مقابل وكتب وثيقة بذلك . الراوي البرعي يتسم شعره بالبساطة و إختيار المفردة السهلة : أنا جيتك جاري…شوق ومحبة ودمعا جاري يالمحبوب
يلعب البرعي بالألفاظ البديعية لعبا مسليا وجميلا ، ياحي ياباري اكشف غمي اجلي غباري …زيل عني الشيطان لا يباري .. بي حق طه وصحبوا الإخياري…
البرعي بلا شك. أخرج المديح السوداني إلي آفاق وعوالم مغايرة فهو معلم ومربي وهو شيخ درج علي توصيل المعلومة والموعظة من خلال النظم ، البرعي مزج بين بردة البصيري وبين نظم برعي اليمن وحاكي بلغته السودانية ابو العتاهية في الزهد والقطراني في لاميته التي فيها السهل الممتنع ….
علم الغيب داري زهد الدنيا وديك الداري …زرع نجاح ونبات وبداري ….فصلوا درر والحب دردار
عبد الرحيم البرعي الملحن ما يميز ألحانه أنه إتبع فيها نهج القوالب الفلكورية الخاصة بالبيئة الكردفانية مثال لذلك مدحة ( المصطفي مني ليك سلام ) وضع لحنها علي إيقاع( الجراري) لكن بدون طمبارة … وابدع هنا في هذه المدحة في لحن عجيب حينما دندن وقال: أبو نيلا جاري ….عم الكون فتحلوا مجاري…كفو رشيد صلح الفجاري… يلقي الصاح ويفقد جاري…
أما صاحب الصوت الرخيم الفخيم الجيلي الصافي الذي نشأ صوفيا وتربي صوفيا وصار عاشقا ومحبا للحبيب المصطفي ، ولد بالكريدة ، كان يدندن بالمديح منذ صغره مدح الحبيب المصطفي مدحا بكل مايحمل المديح السوداني من ضروب ومدارس وهي الدقلاشي والهمباتي والمربع والميسر والمخبوت وهي يمكن أن نسميها السلالم الموسيقية لفن المديح السوداني ، الصافي الجيلي ساعده صوته الآخاذ الجذاب في هذه المدحة ونفسه الطويل في الأداء وحضوره المسرحي الكبير… وابدع حينما صدح : شيخ الذكار مثبوت فضلوا غير انكاري…أنا مشتاق لي زمانوا الضاري…بنظم مدحي وبنقر طاري ….صلوات تكراري المختار فايد الابرار..عن برعي كف الاشراري…بحق عثمان وعلي الكرار..
هذا عسل سوداني خالص في مدح وعشق النبي صلي الله عليه وسلم كتب الكلمات ولحنها بميلودية سهلة وجميلة ووضوح للخطوط اللحنية والثبات الإيقاعي مولانا الراحل المقيم الخالد فينا الشيخ عبد الرحيم البرعي و و أداها الشاب الخلوق المبيض وجها من إيمان وتقوي وحب عذري لمعشوقه الذي هو أحب إليه من أمه وابيه وولده صاحب الصوت العجيب الجميل الفنان المادح الراحل المقيم الجيلي الصافي ، لكما الرحمة والمغفرة بقدر ما قدمتما لنا من مديح وحب للغالي الشافع المشفع الذي وجه كالقمر إذا اكتمل حبينا محمد صلي الله عليه وسلم ….صلوا عليه وزيدوه صلاة .