إنها النظرة الثاقبة
لم يديروا أمورهم بهذه البساطه ولم تكن نظرتهم فوقيه بل بنظرهم الثاقب يدركون أين تكون مصالحهم ومصلحة بلادهم وعندهم ذلك فوق الجميع وفي خطواطهم الحصة وطن وينقبون في ذلك لمصلحة شعوبهم وأوطانهم ويعرفون موازين القوة أين تكون راجحة ولا يصعدون الدرج من عل ولا يقرأون السياسة كما يتناولها الناشطون بالمقلوب ولا يتخذونها مهنة للتكسب بل وسيلة يخدمون بها بلادهم ولا يقفون بمواطن الزلق إذ يدرسون أمرهم من كل جانب متحسبين في ذلك الربح والخسارة ولا يمضون مكبين علي وجوههم ولا يسيرون حيث سار القطيع ولكنهم يقفون وقفة المتأمل وينظرون في كل الزوايا ويحسبون كل المسافات ويضعون بين أيديهم الموازين ثم يحددون الي أية وجهة يتجهون فهم حتما لا يلهثون خلف السراب ولا ينتظرون السحاب الخلب ولا يعتدون بالمعادلات الصفرية التي نهايتها غير معلومة وليس لهم طريق مدروس ولا خطة مرسومة بل يحملون لاءاتهم كمن تاه في الصحراء وعز عليه الدليل وعندما رأي العالم ماهم فيه من حيرة تركهم في مكانهم القفر وفي ظلهم الذي لا ظليل ولا يغني عن اللهب تأتيهم السموم من كل مكان ولم يفئون ولم يأتون من فئ كمن خرج مع الأمير في صيد فرأي كلبا فصادا ثم رأي الأمير غزالا فصاد ثم إلتفت الي صاحبه وقال له كل إمرئ يأكل زاد ، فمثل ذلك كمثل سياسي الغفلة الذين يريدون من المجتمع الدولي أن يقف معهم ولم يعدوا لأمرهم عدة وتنوعت دروبهم وتفرقت بهم السبل وعلت سماهم المصالح فضلوا حتي عن ظلهم ولا شئ يظلهم غير غراب البين يسعي بينهم لذا لم يجدوا لهم سامع وليس لهم كلام مسموع بل ضجيج براميل فارغة وصوتا مزعجا غير مفهوم المعاني والمقاصد حتي عرفهم الخلاف وبهم عرف لذا تركهم العالم ونساهم المجتمع الدولي حين علم أن لا وجهة لهم ولا حادي وهاهو سفير بريطانيا العظمي يحط رحاله بقرية الرئيس البرهان بعد أن وزن أموره وعلم ميزان القوة وعرف أن يكون صدق التوجه ومن يملك زمام المبادرة ومن يمشي علي أرض ثابته ، وقد كان رئيس مجلس السيادة وفي خطابه الأخير دعوة لكل أبناء الوطن أن يكونوا صفا وقد كان في ذلك صادقا وقد علم سفير بريطانيا ولمس ما فيه من صدق لذا كان متوجها إليه ليسمعه علي تمهل لأن من رأي وسمع ليس كمن هو خالي الذهن يتلقي من غيره في تناقل ينتابه التشويه ويعلوه التدليس ويلونه الناقل كيف يشاء وهاهو أمر البلاد مطروح وكما وضعه رئيس مجلس السيادة لمن أراد أن يخدم الوطن وسيكون الجيش في خدمة الوطن وحمايته فهل من سامع ؟
شندقاوي