مقالات
*إنه رجل دولة حربا وسلاما
- يعرف كيف يخطو ويقدر لخطوه قبل الخطو موضعها وينطلق من رؤية واضحة ونظر ثاقب وبصر حديد وكما كان رجل حرب عرفته البيد والوهاد كان له أثر في وسط الأدغال وعاش بين الأفاعي والوحوش جنديا مخلص مع رفقاء السلاح ورسم في كل موقع لوحة تحكي وترك في كل بقعة مر بها ذكري وحديث جميل عن كيف كان يجالس الناس بخلق حسن وقد جبل بحب الوطن ولبس سماحة السوداني الأصيل وكما كان له باع في الجندية وذكرته ميادين القتال وسوح الوغي ويخبرك من شهد الوقعية أنه سمح الندي ويعف عند المغنم وتلك كانت سيرته ومسيرته في عقود مع رفقاء دربه في الجيش السوداني منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر يعرفونه رجل شدائد صلقته التجارب وعلمته الأيام كم اجتاز عصيها وصبر علي قساوتها من أجل وطن يكون فقد خدم وطنه وطاف كل ناحيه فيه وترك في كل حامية أثر كتب عليها معني النضال والبطولة حتي اذا ما ذكرت الشجاعة ذكر البرهان واذا ما غنت الحكامة ترنمت باسمه ووصفت شجاعته وذكرت إقدامه وهكذا كانت سيرته فلتسألوا قرنائيه ولتستنطقوا دفعته ومن كان معه حين دعي الداعي أو نفخ البروجي بوقه وعلا صوت المدافع فقد كان في الصف الأمامي تقدما ولم يقطر دما علي أعقابه يوما هكذا كان قائد الجيش قبل جنوده تقدما واقداما وكما كان رجل حرب أيضا كان رجل سلام وها هو اليوم في بحر الدار ينشد السلام لأهل الدار معانقا ابي أحمد وطالبا حسن الجوار وهكذا هو السوداني الأصيل وهذه هي أخلاق أهل السودان يتلمسون لأهلهم ولجارهم العافية فهم ينشدون حسن الجوار وقد حمل القائد رسالة سلام من أهل السودان لجميع سكان القارة السمراء وكما عرف الحروب وويلاتها أيضا يعرف معني السلام والأمان والاستقرار ولا ينبئك مثل خبير وفي بحر دار إجتمع قادة أفريقيا ينشدون السلام ومن يرفض السلام ونحن أهل سلام ونبدأ لقاؤنا بالسلام وهكذا هو السودان دولة سلام ورسالة سلام وأمة سلام وكم غني شعراء السودان لأفريقيا ومجدوها وكم كانوا سندا لحركات التحرر وافتخارا بافريقيا حتي دوت طبول العز في ارجائها ومشتت مواكب نصرها تتدفق وكنا دعوة للتعايش السلمي وهاهو القائد رافعا علم بلاده معانقا الجارة إثيوبيا راجيا أن تضع الذميمة أوزارها متمنيا أن لا تبعث مرة أخري حتي تكون في الناس المسرة وعلي الدنيا السلام ومن بحر دار يرسل القائد سلام .
شندقاوي