مقالات

العملاء و الخونة لا مكان لهم بيننا

المسار نيوز العملاء و الخونة لا مكان لهم بيننا

✒️ حاج ماجد سوار


ليس هناك أوضع و أنذل و أحط من خيانة الأوطان و بيعها للأعداء ، و ليس هناك أسوأ و أقذر و أحقر من العملاء الذين يبيعون أوطانهم على موائد الأعداء مقابل حفنة من المال أو وظيفة أو حتى رضا أسيادهم و أولياء نعمتهم .

في الزمان القديم كان في العملاء شيئ من حياء ، فتجد العميل يختبئ و يخفي أفعاله ، و الضابط الذي يديره أو يشرف عليه عادة ما يرمز له برقم فمثلا يكون عنوان ملفه كلمة العميل و يتبعها رقم او عبارة العميل السري و يتبعها حرف و ذلك إمعانا في السرية و خوفاً على العميل حتى لا يكشف أمره و يفتضح سره ، و كلما كان العميل على درجة عالية من الأهمية كلما كان التشفير و الترميز أقوى و حتى تقاريره تكتب بالرموز و ( الأكواد) جمع كود
و أحياناً تكتب بالحبر السري أو ترسل عبر أجهزة و قنوات إتصال يصعب رصدها و اختراقها .

أما في عصرنا الحالي فقد تحولت العمالة إلى مهنة و وظيفة معلنة لا يخجل شاغلها و لا يختشي من عواقب فعله ، و أصبح العملاء سلعة تباع و تشترى في السوق مثلهم مثل الرقيق في عهود الظلام !!
و أصبح العميل مثله مثل بائعة الهوى يذهب مع من يدفع أكثر !!

للأسف فإن الأوصاف أعلاه تنطبق بالكامل على بعض أبناء جلدتنا من السياسيين ( بعضهم قادة في أحزابهم ) و على بعض المثقفين و الإعلاميين و الصحفيين و موظفي المنظمات الأممية و الدولية و غيرهم من الذين سودوا وجه السودان بتقاريرهم الكذوب و تلفيقاتهم الضارة على مدى عقود من الزمان نتج عنها أطول و أقسى حصار تتعرض له دولة مصنفة من دول العالم الثالث فأصابت آثاره الكارثية الشعب قبل أن تصيب الحكومة !!
بل إن أحدهم شغل منصب وزير الدولة بوزارة الخارجية تباهى و في لقاء تلفزيوني علناً بدوره و بتقاريره التي كان يعدها لمنظمة كفاية الأمريكية في فرض الحصار على بلادنا و قال بوقاحة يحسد عليها أنه لا يشعر بالندم حيال ما قام به !!

و وصل الحد بكبيرهم رئيس وزرائهم أن أخذ أموال المعاشيين ليدفعها تعويضا عن جريمة أثبت القضاء الأمريكي براءة السودان منها ( تفجير المدمرة كول ) ليورط البلاد بموجب هذا الإجراء في جرائم أخرى !!

و بعد إنفضاض شراكتهم مع العسكر بموجب قرارات 25 أكتوبر 2021 خرج أحد متحدثيهم ليعلن و بلا حياء بأنهم سيطوفون السفارات سفارة سفارة لتأليبها على القوات المسلحة التي انقلبت عليهم كما يزعمون !!

و بعد فشل إنقلابهم مع حليفتهم المليشيا الذي كانوا يظنون أنه سيمكنهم من السيطرة على البلاد بالقوة لفرض مشروعهم السياسي و الفكري هم و سيدتهم الدولة الخليجية على البلاد طاروا على عجل ليبدأوا رحلة جديدة في مسيرة الخيانة و العمالة يتآمرون مع بعض حكومات دول الجوار التي ما كانت لتتجرأ على بلادنا لو لا أنها رأت وقاحتهم و وضاعتهم في الكيد لوطنهم !!

إن العمالة و خيانة الوطن و بيعه في سوق النخاسة الدولي هي علامة تجارية مسجلة و ملكية فكرية خاصة بهذه المجموعة الوضيعة التي ربما تنجح في تسويق منتجاتها في الخارج و لكنها بالتأكيد كاسدة و بائرة و لا مشتر لها في وطن تحتشد كل جنباته بالعزة و الكرامة و الشموخ .

كتاباتحاجماجد_سوار

  4 أغسطس 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى