مقالات

إيقاف فوضى أدعياء الكفاح المُسلّح

المسار نيوز إيقاف فوضى أدعياء الكفاح المُسلّح

والله لا أرى أن سعادة غمرت المواطنين منذ زمان في ولاية الخرطوم منذ ذهاب الأمن مع ذهاب النظام السابق ، إلا تلك التي أصبح الجميع يعبّر عنها الآن ، مع إرتفاع وتعالي الشعور بالأمن والأمان ، لدى العامة ، وعودة الطمأنينة إلى النفوس ، وذلك بعد نجاح حملات تطهير مدن ولاية الخرطوم ، من بؤر الجريمة ، ومن معاقل عصابات ما يعرف بإسم ” تسعة طويلة ” ، وهي عصابات يمكن أن نربط ظهورها _ وهذه وجهة نظر شخصية _ بحدثين كانا السبب في نشوء هذه الظاهرة ، إرتبطا بمحاولة البعض لتحقيق مكاسب سياسية ، جاءت للأسف الشديد ، على حساب المواطن الذي ظل على قناعة تامة ، بأن الأمن هو مسؤولية الدولة ، والحكومة التي تدير الشأن العام .
أول الحدثين كان هو إطلاق سراح عدد كبير من المحكومين في قضايا جنائية ، بمبادرة من عضوة في مجلس السّيادة الإنتقالي ، لكنها كانت مبادرة غير محسوبة ، بل جاءت هكذا إنفعالاً فطيراً وخطيراً ، دفع بمئات المجرمين المتمرسين إلى فضاءات الحركة الحرة داخل المجتمع .
أما الحدث الثاني فهو نتائج ما بعد التوقيع على إتفاقية سلام جوبا ، خاصة إلحاق بعض أدعياء الكفاح المُسلُح الذين دخلوا ضمن الداخلين ، وكثير من الناس والساسة ، يعلمون أنهم ليسوا أكثر من متاجرين بقضايا أهلهم ومناطقهم ، رغم أن في تلك الحركات الموقّعة على إتفاقية جوبا ، حركات حاربت بالفعل النظام السابق ، ولديها إيمان بما ترى وتعتقد وتريد ، لكن هناك أيضاً من جاء لحصاد مكاسب شخصية ، وحزبية ، وكان من الطبيعي أن يكون هناك أشخاص لا يؤمنون بشيء سوى أنفسهم ، وهم لا علاقة لهم بقضايا الناس والحريات والأمن والأمان والتنمية .
بعض المنتمين لتلك الحركات كان يرى فيها وسيلة للتكسّب أما بقطع الطريق ، والإعتداء على الآمنين في قراهم ومدنهم ، وإعمال السلب والنهب ، وأتخذوا بعض تلك الحركات واجهة لأعمال العصابات .
الآن نستطيع القول بأن الشرطة السودانية التي لم تخذل المواطن أبداً ، تقوم بدورها المطلوب الذي حرمتها منه بعض القوى السياسية الضعيفة ، حتى تتكسب من وراء ذلك ، لكن ما قامت به الشرطة بالأمس وما سوف تقوم به اليوم وغداً والأيام القادمة ، سيكون هو بداية الحل لما تعيشه ولاية الخرطوم من أزمات أمنية ، ونحسب أن هذه الحملات ستمتد لتشمل بقية الولايات ، خاصة تلك الولايات التي تحولت إلى مسارح للصراع بين بعض تلك الحركات المسلحة ، وضاع فيها المواطن والموارد والأمن والأمان والتنمية والإستقرار .
نعم .. لابد من إستمرار الحملات وتواصلها ، لكن لابد أيضاً من معالجة وجود هذه الحركات داخل المدن ، ولابد من تنفيذ إتفاق الترتيبات الأمنية ، ودمج منسوبي هذه الحركات في الجيش السوداني ، نعم الجيش الذي يمثل لبلادنا وللمواطن المؤسسة القومية العسكرية الوحيدة التي تحرس الوطن وتحمي الدستور والمواطن .
تهنئة خاصة لقوات الشرطة السودانية وهي تقوم بدورها وواجبها تجاه الوطن والمواطن ، وتهنئة خاصة وتحية خالصة لجيشنا البطل وهو يقوم بدوره العظيم في حماية الأرض والعرض ، ونتمنى من كل منظمات المجتمع ومكوناته أن تقوم بدورها كما يجب ، وأن تشد من أزر هاتين المؤسستين العظيمتين ، من أجل هذا الوطن ومن أجل الأجيال القادمة .

ابوالعزائم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى