الإنتخابات في كُرَاع كَلِبْ !
ياسر الفادني
تبقت سنة و خمسة أشهر وسبعة عشر يوما من إنتهاء حقبة الحكم الإنتقالي الذي ولد مشوها وظل هكذا بتحوراته التي ظلت تتجدد كل فترة إلي الأسوأ ونالوا حكامها الميدالية (الصِفرية) الكبيرة من الحديد ( المِصَقِّر ) ، سنة وشهور وايام سوف تنقضي و سوف تكون البلاد في حالة إنتخابات علي حسب الاستحقاق السياسي الذي يُرجي ويتمناه كل سوداني ، ليس تشاؤما …. لكن … لا أظن أن هذا المستحق سوف تنجزه هذه الحكومة في ظل المعطيات التي أراها…. والواقع السياسي الذي أعيش ….
هنالك معوقات تقف حائط صد دون تنفيذ هذه الإنتخابات أولاََ :
إنشغال الحكومة الآن بالصراعات الداخلية وخاصة الشارع الذي يتحرك ضدها بعنف وارتفاع سقف مطالبه ارهق الحكومة ارهاقا كبيرا وعطل الحركة وصارت دوايين الخدمة الحكومية شبه خاملة للاحترازات الأمنية التي تتبعها الأجهزة الأمنية للتقليل من ضغط المواكب عليها ولعل هذا الصراع سوف يستمر ردحا من الزمان في ظل التعنت من جهة والقمع من جهة أخري
ثانياََ :
الحكومة لم تلتفت حتي الآن لمسالة الإنتخابات ولم تُكَوَّن المفوضية الخاصة بها ،ولم يتم البت في مسألة الحصر السكاني الجديد ولم يتم حصر الأحزاب المسجلة بصورة محدثة ولم يفتح باب التسجيل لأحزاب جديدة ، ولم توضع خطة هل الدوائر الانتخابية هي القديمة نفسها ؟ أم فيها جديد ؟، كل هذه الأشياء تحتاج لزمن طويل ربما الوقت المتبقي لا يكفي مع الجرجرة التي تصيب شؤون الحكم في هذه البلاد.
ثالثاََ :
بعض الأحزاب السياسية ذات اللافتات البراقة والمقار الراقية وليس لها قواعد وكانت شريك اصيل في الحكومة الإنتقالية و (جات سمبلة) وأطاح بها البرهان سوف تقف سدا منيعا لقيام الإنتخابات وتتسبب بأن الأحزاب السياسية غير جاهزة لخوض غمار الإنتخابات لكن السبب الباطن هم لا يريدون أن يقولوه و هو سقوطهم المريع لأن ليس لهم شعبية ويخافون من كشف عوارتهم التي ظلوا يدارونها بغراب الكذب و (الخم و السواقة بالخلاء ) ! ، الآن بداءت هذه اللهجة يلكونها بألسنتهم ، الأحزاب المطاح بها سوف تبذل قصاري جهدها بالضغط الداخلي أو الخارجي وهم ناجحون في هذا المجال لعدم قيام هذه الإنتخابات ولا تجد رد فعل مضاد من الحكومة إن ظلت الحكومة بهذا الضعف المزري
رابعاََ :
الوضع الأمني وبالذات في دارفور إن لم يسود السلام وتوقف الحروب الاثنية والقبلية وعمليات النهب المسلح لبعض المقار وتتفيذ الترتيبات الأمنية التي جاءت بها إتفاقية جوبا لا يكن هنالك جوء معافي لقيام هذه الإنتخابات ، يمكن في أي لحظة الهجوم من مليشيات مسلحة علي صناديق الإقتراع في مناطق معينة إن لم يتم التأمين الكامل بواسطة الأجهزة النظامية هناك
خامساََ :
التدخلات السافرة التي ظهرت بصورة واضحة منذ موطيء قدم الحكومة الإنتقالية والعملاء الذين أتوا من الخارج وتربعوا في عرش الحكومة منهم من بقي ومنهم نفد بجلده ورجع للدولة التي جنسته ، التدخلات اسفرت عن أثر كبير سالب في تحريك بوصلة إتجاه هذا الوطن في الإتجاه الذي يريدون غصبا عن الحاكمين وهنالك أمثلة كثيرة لذلك مثل إرجاع حمدوك مرة ثانية إلخ ، آخرها المبادرة التي أتي بها (فوكلر) هذه المبادرة الغريبة الأطوار ربما تُحْدِث هذه المبادرة مستجدات وتُمَدِد الفترة الإنتقالية ويستجيب فولكر لضغوط النطيحة والمتردية وما أكل السبع وتؤجل الإنتخابات ويعيثون في الحكم كما يريدون ويدفع الوطن والمواطن ثمن الضياع والمضيعة وفولكر يتفرج وهم يتفرجون ونحن نتحسر
سادساََ :
نحن في وطن السياسيون فيه لا يلتزمون بما يقولون ، كلامهم ( ككلام الطير في الباقير) وفعلهم (كهوشة ود النِقِير) ! وطن ظل يعاني ويعاني ويعاني، كلما يتواثقون علي هدف وعلي وحدة ومن ينقض خيوط التواثق هم ذات الذين يتواثقون ، نحن في عهد العَمي حيث لا رؤية ، نحن في زمن التعامل بالتجارة السياسية البكماء في وسط سوق ( أم دفسوا ) ، إذن قوموا إلي (خوازيقكم) ….. ينصركم الله فإن الإنتخابات في كُراع كلب كل الذي يلقاه يقول له (جَر ) ويُلْقِمهُ حَجَرا ! .