الإنقلابيون الحقيقيون..
حسبو كاوير
الإنقلابيون الحقيقيون هم أولئك الذين يتدثرون بأثواب المدنية … ثم تجدهم أشد بأس وأكثر غلظة في توجههم وخطاباتهم من القوات النظامية بمختلف تشكيلاتها..هذه القوات التي تحمل السلاح إما لحفظ الأمن أو للدفاع عن البلاد وتنأى بنفسها عن كل ما لا يدخل في اختصاصاتها وتأتمر بأمر القيادة وتخضع للوائحها..أما هؤلاء ممن يتسمون بالمدنية ولا يدعون إليها حقا ..لا يأتمرون بأمر قيادة..ولا لوائح تنظمهم لأن الانتخابات التي هي الطريق الصحيح لإدارة لعبتهم لا يريدونها إلا حسب أهوائهم.. فهم حريصون على إدخال أنفسهم وإخراج غيرهم..وليت هذا الغير كان حزبا من شاكلتهم ليكون ذلك مقبولا..يريدون إخراج قواتهم المسلحة حامية الحمى وصائنة العرض وصمام الأمان… يريدون إبعاد جيشهم ويكيلون لقادته السباب صباح مساء..ويصفونهم بالإنقلابيين والجنجويد والقتلة..والمأدلجين.
هذا الجيش الوطني الحر الذي يمثل كل الطيف السوداني يدعو الأحزاب إلى كلمة سواء..هذا الجيش ذو السيرة الطيبة والتاريخ الحافل بالإنجازات والعطاء يطالب الأحزاب بالدخول السلمي إلى مضمار العملية السياسية عبر التوافق ثم الانتخابات يصف المدعو عمر الدقير قادته بالإنقلابيين ويسخر ويتندر بتصريحات منسوبيه ويقول محرضا أن النضال سيستمر حتى ذهاب الإنقلاب ويحرض ابناء الشعب صراحة وجهارا نهارا على قواتهم المسلحة. وكأنها هي التي حرمته من مقاعد السلطة التي ما زال يسكب عليها الدمع السخين.
المفارقة أن عمر الدقير الذي يظهر مغاضبا بعد كل قرار للجيش لا يمثل حزبه واحد في المئة من جماهير الشعب السوداني التي يراهن عليها..ثم أن الرجل يطل علينا كل مرة مستخدما مفردات التهريج والمهاترة والتي تركز على الاستعراض اللغوي والهتافية أكثر من الموضوعية.. فهو ما زال يراوح حالة الخطابة الحماسية وكأنه ما زال ذلكم الخطيب المفوه في ثمانينيات القرن الماضي متحدثا باسم رهط الطلاب المستقلين.
ساعة الصفر التي ننتظرها من الجيش كما أشار إليها العقيد الحوري هي أن يوقف هذ العبث والكتابات القذرة..التي تشكك في قواتنا المسلحة وتسعى للنيل منها..وتحرض على الفوضى وتثير التذمر مستعينة بالسفارات وأموال المنظمات وحاملي الجنسيات الأجنبية.
أكثر ما يدعو للدهشة أن القوات المسلحة تحميهم ويطعنها هؤلاء من الخلف.. تدعوهم للتوافق ويشككون في مصداقيتها.. تستقبلهم بوجهها فيولون وجوههم قبل السفارات.. تأسف لسقوط الضحايا فيبشرها الدقير بمزيد من الضحايا.. تخرج من ميدان اللعبة السياسية وتفسح المجال للأحزاب فيطالبها الدقير وأمثاله بالخروج وفق رؤيتهم وأجندة أولياء نعمتهم.. يتحدث منسوبوها ويطرحون أراءهم لحل الأزمة فيتصدى لهم الدقير ويقول ليس من حقهم ولا ينبغي لهم..الدقير نموذج سيء لخائنة الألسن وما تخفي الصدور..يتحدث عن قومية الجيش ويصف قادته بالإنقلابيين.
إذن الإنقلابيون الحقيقيون هم أولئك من يسمون أنفسهم مدنيين وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة في سودان الأمس واليوم..يكفينا منها فقط أن نذكر عمر الدقير بإنقلاب أحزاب (أربعة طويلة) على بقية مكونات قوى الحرية والتغيير وعلى المؤسس حمدوووك
لو كان عمر الدقير يعاني أو أسرته تعاني كما يعاني الشعب ويلات ما آلت إليه بلادنا أمنيا واقتصاديا واجتماعيا لما قال في قوات الشعب المسلحة عبارات ساخرة وأوصاف غير لائقة بكل من نال شرف الجندية ناهيك عن قادتها.
يبدو أن عمر الدقير من هول الصدمة بفشل منظومة التغيير التي كان يراهن عليها عقب سقوط الإنقاذ أصبح أكثر غبنا على الجيش.. ويريد أن يجعله شماعة يعلق عليها كل أخطائه.. ويربد أن يتخذ الجيش عدوا ولكن ليته يعلم أن الأمر قد حسم ولا نجد له عزاء غير رائعة الشاعر / محمد يوسف موسى التي أعادت الفنان ابن البادية إلى الغناء مرة اخرى (فات الأوان …فات فات فاااااات).. عاد صلاح بن البادية ..ولكن هل سيعود عمر الدقير.
فات الأوان والانكتب على جبين الدقير الليلة بان
قلتوا لي العقيد الحوري قال شنو؟؟؟؟؟؟
حسبو كاوير
١٦ سبتمبر ٢٠٢٢م