البرهان رئيساً لـ “إيقاد”.. كيف انتزعت #الخرطوم المنظمة من “مخالب أديس”؟
تقرير – مها التلب
في أواخر العام 2019 وبالتحديد يوم 29 نوفمبر، كان من المقرّر أن تنتقل رئاسة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا “إيقاد” إلى السودان بشكل دوري، لكن أطماع أثيوبيا للرئاسة، أدّت إلى عرقلة الأمر.
وفي الخرطوم، كان هنالك شد وجذب بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والمكوّن العسكري بسبب اتهامهم له بأنه تساهل مع أثيوبيا لأخذ الرئاسة.
هذا الشد والتوتر، انتقل إلى أديس ابابا وكانت حينها وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله تترأس الوفد السوداني في أعمال الدورة العادية (السابعة والأربعين) لمجلس وزراء منظمة إيقاد والتي تمهد لانعقاد الدورة العادية الثالثة عشرة للقمة الرئاسية قبل وصول حمدوك.
دافعت أسماء بشراسة عن موقف السودان وهدّدت بالانسحاب من منظمة الإيقاد في حال لم تنتقل الرئاسة للخرطوم بشكلها الدوري.
موقف السودان المُتشدد، دفع الرؤساء الأفارقة بشكل غير عادل، إلى الأخذ بنهج التصويت وقامت أثيوبيا بدفع كينيا للترشح ضد السودان، إلى جانب يوغندا وجيبوتي، وصوّتت جميع الدول ضد السودان، وفازت جيبوتي بالرئاسة.
الرئيس الجيبوتي إسماعيل جيلي وفي كلمته بعد الفوز، تنازل عن الرئاسة للسودان احتفالاً بالثورة السودانية، ونال السودان حق الرئاسة وتقلد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك رئاسة إيقاد.
هذا الشد عاد من جديد، وشهدت الساحة الدبلوماسية تنافساً شديداً بين السودان ممثلاً في مجلس السيادة ووزارة الخارجية ضد المدير التنفيذي لمنظمة إيقاد، الأثيوبي (ورقنا قبيو) بشأن الدعوة لعقد قمة رؤساء “إيقاد”، ووفقاً لشروط المنظمة، الدولة التي تترأس، هي التي يحق لها تقديم الدعوات لعقد القمم.
وأواخر شهر مايو الماضي، قدم (ورقنا قبيو) الدعوات لعقد قمة رئاسية بنيروبي لمناقشة (السلم والأمن وقضايا الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية)، فرفض السودان تدخل المدير التنفيذي ورفض الدعوة وقدّم الدعوات من جديد للدول لحضور القمة، وقبل أيّام تسلّمت جميع دول إيقاد الدعوات من الخرطوم لعقد القمة.
واليوم السبت، قال السكرتير التنفيذي لـ (إيقاد) في تصريح صحفى، إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الرئيس الحالي لـ (إيقاد)، وجّه بأهمية العمل على إنجاح أعمال القمة الطارئة للإيقاد والتي ستعقد يوم الثلاثاء القادم بنيروبي.