التحالف السوداني والدعم السريع
بكري المدني
يقيني ان كثير من الناس لم يسمعوا بقوات وحركة التحالف السوداني إلا بعد أحداث كرينك الأخيرة بولاية غرب دارفور حيث برز إسم هذه القوات والحركة من خلال العمليات التى وقعت في محلية كرينك ومدينة الجنينة حاضرة الولاية ومثل التحالف السوداني قوات وحركات كثيرة في دارفور بعضها موقع على اتفاق مع الحكومة وبعضها باق بلا إتفاق وأخريات حليفة لهذا الطرف أو ذاك !
ان أحداث غرب دارفور تستدعي -في تقديري-حوار دارفوري /دارفوري عاجل لمناقشة وضعية القوات والحركات كلها في هذا الإقليم وكيفية تحقيق السلام للناس على الأرض في الحاضر وفي المستقبل والذي من المستحيل ان يتحقق ما لم تتم عملية ترتيبات أمنية شاملة لهذه القوات والتى بحكم تكوينها الاثني والقبلي تجد نفسها طرفا في أي نزاع سواء بشكل فردي يعود لبعض منسوبيها أو بشكل هيكلي كامل عندما تتسع رقعة العمليات
أن أكبر الأخطاء التى وقعت فيها الحركات والحكومة معا هو عدم مناقشة وضعية قوات الدعم السريع في جوبا بعد الثورة التى أسقطت النظام السابق وفتحت الباب واسعا لتوقيع الاتفاق وتحقيق السلام في دار فور
الدعم السريع قوات أنشأتها الدولة فى ظل النظام السابق لمكافحة الحركات المسلحة بالأساس وفي سبيل توازن القوى جاء تكوينها في الغالب الأعم من مكون اثني واحد وعهد بقيادتها كذلك لمكون قبلي وعشائري واحد تحت مظلة اشرافية للدولة مما جعل قوات الدعم السريع مع فارق اعتمادها الرسمي وتدريبها وتسليحها بواسطة الدولة تبدو وجها وشكلا مقابلا لقوات الحركات من حيث التكوين والتشكيل !
ان الدعم السريع قوات أنشأتها الدولة لمكافحة التمرد حماية للدولة ولم تنشأ للمشاركة في حروب إقليمية ولا لمكافحة الإرهاب الدولي او الحد من الهجرة غير الشرعية فذلك من صميم عمل المخابرات العامة السودانية بالتنسيق مع المخابرات الدولية
وعند مفاوضات جوبا كان يتعين على الحكومة والحركات المسلحة مناقشة وضعية قوات الدعم السريع بشجاعة وشفافية والنظر في مستقبلها والتقرير بشأنها وهل لا زالت الدولة في حاجة إليها ام لا؟!
لا يزال هناك متسع من الوقت لمناقشة وضعية قوات الدعم السريع وإن تقرر ان الحاجة إليها لا زالت قائمة بحسبان إن التمرد لا يزال يتهدد البلاد يبقى السؤال هل تكون هذه القوات بشكلها القائم ام ان هناك ضرورة لإعادة هيكلتها هى نفسها بحيث يحدث توازن في تكوينها وتشكليها على ان تشمل هذه الهيكلة قياداتها أيضا ؟
في رأي إنه ومع إنفاذ بند الترتيبات الأمنية الخاص بتسريح ودمج قوات الحركات المسلحة في الجيش وبقية القوات النظامية لابد من معالجة وضعية قوات الدعم السريع من خلال نقاش شفاف وشجاع وذلك لأن هذه القوات بشكلها الحالي ستجد نفسها محمولة من حيث أرادت أو لم ترد للمشاركة من قبل بعض منسوبيها في أحداث دارفور الجارية وان لم تشارك ستجد نفسها متهمة بذلك !
لو كنت مكان فريق اول حميدتي لأعدت العهدة كاملة للدولة ممثلة فى القوات المسلحة وتفرغت للعمل السياسي مدفوعا بتاريخ كبير في مكافحة التمرد والانحياز للثورة ومحمولا بقدرات فردية في الزعامة والسياسة بعيدا -في الحاضر والمستقبل – عن الجيوش والأسلحة وتبعاتها!