مقالات

التنمية الإجتماعية في حوش المشردين

المسار نيوز التنمية الإجتماعية في حوش المشردين

السماني عوض الله يكتب :

الظروف الاقتصادية التي تعاني منها معظم البلدان المجاورة ويعاني منها السودان دفعت بكثير من الأسر الهجرة والتنقل الداخلي ودفعت العديد منهم للطلاق مما خلف ذلك أطفال مشردين واطفال شوارع يعانون أشد المعاناة.

وزاد الأمر تعقيدا هجرة أطفال كثيرين من دول الجوار الي العاصمة الخرطوم مما ضاعف عليها العبء ووضعها في تحد وضاعف مسؤولية وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم.

وقد بذلت هذه الوزارة رغم قلة الإمكانيات وتضاعف المسؤوليات جهودا كبيرة من خلال ترتيب منظم وضعه الوزير المكلف الاستاذ صديق حسن فريني الذي يواصل الليل والنهار من أجل التوازن بين أطفال الشوارع والأطفال المشردين والأطفال فاقدي السند واليافعين الذين هم في أشد الحوجة لتدريبهم حتي يتمكنوا من سد حوجتهم والاعتماد على أنفسهم.

وتمتلك هذه الوزارة عدد من الورش والمراكز التدريبية ومراكز الإيواء لكنها تحتاج الي التأهيل حتي تقوم بدورها المنوط به. وقد ظل فريني يسعي لإيجاد الدعم والتمويل لإحياء هذه المراكز باعتبار ان هؤلاء الأطفال تحت مسؤوليتهم ويتوجب عليه حمايتهم من الاستغلال النفسي والجسدي.

وفريني الذي اجتمع بمسؤولي اليونسيف مؤخرا قد وضع كل التحديات التي تواجه الرعاية الإجتماعية على طاولة المنظمة الدولية والتي من واجبها مساندة هذه الوزارة لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها بجانب انه ظل يقوم بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية لحماية هؤلاء الأطفال خاصة في مكافحة المخدرات حتي لا يكون هؤلاء الأطفال ضحايا لمافيا هذه التجارة التي ستقوم باستغلال حوجة هؤلاء الأطفال.

وفريني ظل يبذل جهودا كبيرة في توفير الرعاية والحماية وحصر الأطفال الوافدين والأطفال فاقدي السند والمشردين ولكن هذه الجهود لن تحقق ماهو مطلوب مالم تتكامل الجهود المجتمعية معها.

وحتي تتكامل هذه الجهود فإن واجب رؤوس الأموال السودانية وعبر برامج المسؤولية المجتمعية التدخل مع التنمية الاجتماعية في شراكات لتأهيل ودعم المراكز التابعة للوزارة حتي تقوم بأداء رسالتها نحو اؤلئك الأطفال.

وأعتقد أن دخول أصحاب رؤوس الأموال في شراكات مع هذه الوزارة ووقوف المجتمع باكمله معها هو الطريق الامثل لمعالجة هذه المشكلة التي تهدد المظهر العام في العاصمة وتساهم في خلق جيل واعد لا يشعر بالغبن والحقد على أصحاب تلك الأموال كما انها تعتبر لهم مثابة تشجيع في خلق جيل متماسك يسهم مستقبلا في بناء الاقتصاد.

وعلى أصحاب الأموال الاستثمار في هؤلاء الأطفال من خلال تأهيل المراكز وتشييد المدارس الفنية والحرفية بدلا عن دخولها في برامج وقتية وان يعلموهم “كيف يصطادون بدلا عن اعطائهم كل يوم سمكة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى