الجات أول؟ البيضة ولا الجدادة ؟
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
البرهان في الولايات المتحدة في مدينة السياسة والسياسين ، في صالة صناعة ولت العجين و (الخمج السياسي ) في العالم ، نيو يورك المدينة التي زارها رؤساء منهم من توفي ومنهم من سقط حين ثورة أو إنقلاب ، نيو يورك لم يزورها الرئيس الكوري (شوكة حوت أمريكا) وزارها ( نوريجا) المخطوف من رئاسة بلاده سجينا ، زيارة البرهان إلي أمريكا أكدت تماما أن الولايات المتحدة تعترف به رئيسا وليس إنقلابيا كما يلوكها القلة رضوا أم أبو، الزيارة أصابت المرجفين في المدينة و(هدسون) مهندس برج الثورة الذي سقط بخيبة أمل كبيرة وغصة حلق طعمها كالحنظل ولا زالو يكتبون ابيات الأسى والتحسر والشكوى فاقت ماعبر عنه الشاعر القديم الشريف الرضي
ذهبت إمرأة إلي طبيب العيون وقالت له : إن زوجي بعد أجريت له عملية عيون صار لا يهتم بي مطلقا وإن نظر إلي يخطف نظره مني بسرعة عكس ما كانت حالته قبل العملية ماذا فعلت به ؟ رد عليها الطيب قائلا: عملت لعيونه عملية تصحيح نظر لا غير ! أي أنه صار يري الأشياء علي حقيقتها !
هذا ما يحتاجه أهل السياسة في هذه البلاد إجراء عمليات مياه بيضاء وسوداء وشبكية وبعدها عملية تصحيح النظر حول الواقع السياسي الذي يخوضون فيه ويلعبون كما (يخوض الشافع ويلعب في موية الطملا ) ! ، نظرهم الآن فيه الطشاش و(الجَهَر ) ويركزون بالرؤية من خلال ثقوب الغربال فقط ، حزب كامل يوافق علي مسودة ويكتب بيانا ينفي بعبارة رمادية لا تفهم هل هو مع أولئك أم هو مع هؤلاء ، حزب من فصيلة (الفكة) يطلب خطابا مسببا مكتوبا من حزب تفتت إن أراد الجلوس معه ، إتفق الناس حول سياسة وزير المالية التي تؤدي إلي الانهيار وطريقته في إدارة المالية حين لم تتفق الحركات المسلحة مع هذا المنحي !
المذهب الذي يتخذه أهل السياسة في البلاد هو السفسطاء وأسلوب الديالكتيك والغوص في الأشياء غير المهمة والتي لا تفيد هل البيضة هي التي أتت أول؟ أم الدجاجة هي التي أتت أولا؟ يتعبون ويبذلون في ذلك جهدا عظيما وعرقا يسيل ونفسا ( يقوم ) ولعابا يسيل ! والمحصلة أن التي أتت أول إن كانت البيضة أو الدجاجة ليس في هذه المسألة فائدة !
سوف يعود البرهان من أمريكا حاملا في حقيبته الكثير المنتظر ، وسوف يواصل وزير المالية في غيه ويسكت له أصحاب المصلحة وسوف يلفظ المواطن جام غضبه إحتجاجا ولا يتحصل علي نتيجة وفي النهاية يصيح : ( أنا غلبان ) ! كما صاح عادل إمام في مسرح الشاهد الذي لم يري شيئا ! كما نري الان في خشبة المسرح السياسي الخاوي عقلا ورشدا ، (إني من منصتي أنظر أمامي حيث لا أري بيضة ولا دجاجة ولا ديك لنعرف من الذي أتى أولا ومن سوف يأتي ! ) !.