الجهاز يدعم افريقيا في الخطط الأمنية لمكافحة الإرهاب والتطرف
بينما يمضي الوقت
أمل أبوالقاسم
انعقدت الاسبوع الفائت ورشة أظنها من أهم الورش على الإطلاق وهي تعنى بمهدد أمني خطير من شأنه ليس زعزعة الأمن القومي فحسب بل مهدد مباشر للمجتمع والأسر في فلذة اكبادها كونها تستهدف عقولهم التي هي ثمرة تكوينهم.
فالتطرف الديني والإرهاب هما الأشد فتكا بنسيجنا الاجتماعي وهي قضية كغيرها من تلكم المتوغلة والمتغلغلة في كل المجتمعات، والسودان من بينها بل لعله الأكثر استهدافا لجملة أسباب بينها الأستراتيجية، فموقع السودان جعله بؤرة وحاضنة تحتوي الجماعات الإرهابية التي يتسلل بعضها عن طريق عمليات الإتجار بالبشر التي تنتظم الدول الأفريقية وتتخذ من السودان معبرا ما جعل أنظار الجهات العالمية المعنية تتجه إليه باعتباره المنقذ بسده للثغور التي تنشط فيها كافة الأجهزة الأمنية.
أما الارهاب والتطرف فقد وقع العبء الأكبر منه على جهاز الأمن الوطني الذي كانت له دائرة مختصة في المجال كرس لها وما زال كل إمكانياته المادية واللوجستية، وعمل على تدريب كوادره على أعلى المستويات، وحققت نجاحات منقطعة النظير سواء أكان في تتبع خلايا إرهابية أو القبض عليها، أو بإعادة أبناء وبنات السودان الى صوابهم وبلادهم حال تم تحويرهم أو سلبهم فكريا.
العديد من هكذا قضايا وحوادث تناولها الإعلام، وليس ببعيد عنا الحادثة الأخيرة التي راح ضحيتها عدد من خيرة شباب ضباط جهاز الأمن الوطني الذين غدرت بهم خلايا إرهابية مكن لها ومن أسف مواطنينا من الذين نزعت عنهم الوطنية وباعوا ضمائرهم للاعداء. الى جانب النيابة التي ماطلت في منح الضباط إذن المداهمة باكرا، ولعل هذا اس بلاء جهاز المخابرات وقد غلت حكومة (قحت) يده حتى في اهم مهامه.
وقتها فتح موقع “عزة برس” ملفا كاملا حول هذه القضية استصحب فيه كل ذوي الصلة وكل ادلى بدلوه فيه. وكان ينبغي لأجهزة الاعلام كذلك ان تسلط الضؤ باستمرار على هذا الأمر الخطير.
ولأهمية القضية التي تشغل العالم والدول الافريقية وهي الأكثر إحاطة بالأمر عبر اللجنة الأمنية واجهزة المخابرات الافريقية (سيسا ) فقد تبنى جهاز المخابرات الوطني السوداني ورشة محضورة بفندق كورونثيا خاطبها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مؤكدا دعم السودان ودوره الكبير في محاربة الإرهاب والتطرف الفكري بمجهودات فردية وذاتية، وتعاونه مع دول الجوار ، فضلا عن مصادقته لكل المواثيق والالتزام بها.
كما أمن المدير العام لجهاز المخابرات الوطني الفريق “أحمد إبراهيم مفضل” خلال كلمته على عدد من النقاط، منها ان مكافحة الإرهاب هدف إستراتيجي للسودان، وانه مستعد للتعاون في مكافحة الإرهاب عبر تبادل المعلومات، ولفت الى ان هناك جهات تعمل على تجنيد السودانيين وإرسالهم للخارج، مؤكدا على ان لديهم خطة إستراتيجية جديدة للمكافحة، الى جانب توقيع اتفاق على هامش مؤتمر “سيسا” بين مركز الجزائر لمكافحة الإرهاب والاكاديمية العليا للدراسات الأمنية والاستراتيجية، ولعل هذا ما اطلعت عليه قبيل اسبوع عندما صرح “مفضل” عن اهتمامه بدراسات الإرهاب ضمن البرامج الاكاديمية، وذلك عند افتتاحه البرنامج الاكاديمي السنوي لطلاب الماجستير والدكتوراة بالاكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية بضاحية سوبا.
ولعل مثل هذه التصريحات تنحو نحو استعادة الجهاز عافيته واضطلاعه بأمهات القضايا الأمنية ذات المردود الداخلي والخارجي ، وليته يستعيد عافيته في استعادة الأمن المفقود وهو صاحب اليد الطولى في هذا الأمر وتطلق يده في كل ما يعيد للموطن ثقته في نفسه وأمنه واستقلالية بلاده ،لكن بعيدا عن الاعتقالات التي تسببت بفعل الانظمة الأمنية في عهد الإنقاذ بمحاولة تشويه صورته متناسين للأدوار العظيمة الأخرى التي تقوم بها الدوائر المتخصصة. إذن فهنيئا للجهاز بهذه الخطوات المتقدمة وهي تضع اجهزتنا الأمنية في مصاف الاجهزة الافريقية والعربية.