الخرطوم : ضد الغزو الأجنبي…بدأت طوفانها شرق النيل العريقة وسيعم كل بقعة من بقاعها
كابوية
أخيراً:—
…
قواتنا النظامية: بذلت جهداً جباراً للقضاء على مليشيا الجنجويد والدور على الشعب في طوفانه الحميد….
لم تكد تمض على مناشدتنا للشعب السوداني ثلاثة أيام للخروج في هبة كاسحة كنساً لمليشيا الجنجويد الأجنبية التي قوامها عربان الشتات المنتشرين في شرق ليبيا وتشاد والنيجر ومالي والسنغال حتى رأينا البارحة أبطال شرق النيل يصدرون بيانهم اللاهب تحت مسمى تجمع شباب شرق النيل مطالبين هوانات المليشيا المتمردة بمغادرة أراضيها،، خالية من أي هوان...
إنه الشعب السوداني الحر الأبي شعب غير قابل للاستعمار أو الاستغفال أو الاستحمار فمهما تأخر فإنه سيفجر شوارعه في وجه الطغاة البغاة الظالمين ويحيلها عليهم جحيمًا مسعرًا يصلونه بكرة وعشيًّا…
إنه من نسل المهدي وعلي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ وعبدالقادر ود حبوبة والشريف ود طه وعثمان دقنة توارث راية الجهاد والنضال جيلاً بعد جيل جسارة هيبة وصلابة…
جسارة عاشها الشعب واقعاً في الميل الأربعين يوم تعاهد إخوان علي عبدالفتاح بقيادة الفارس الشهيد العميد عبدالمنعم الطاهر أن يواجهوا دبابات العدو ما غادر خندقه واحد منهم،، صدقوا الله فصدقهم الشهادة.. كانت تلك المعركة نقطة تحول كبيرة في ميدان المعركة إذ تأكد للمخابرات الأجنبية استحالة انتصار المتمردين على قوات بمثل هذه التضحية والفداء والجسارة والصلابة…
لتتوالى بطولات الشعب السوداني ويقدم أبطالنا الآن دروساً في الثبات والرباط أذهلت العدو وبددت آماله مجرد التصوير والاقتراب من حوش المدرعات الذي هاجموه ((٣٩)) مرة كان نصيبه فيها كل مرة الهزيمة والموت السحيق والدمار مما اضطره إلى تحويل استراتيجيته بطموحاته التي تقزمت من الاستيلاء عليها إلى حلم صغير باحتلال معسكر العيلفون والذي لولا بعض التقديرات الخاطئة لما دنوا منه البتة. هذا وبالرغم مما حدث فيه فإن السوخوي والبريقدار طردتهم منه شر طردة كان ذلك سبباً رئيساً في مزيد تقزم في الآمال والأحلام الصغيرة التي انتهت بهم فقط إلى لصوص ينهبون سيارات المواطنين على نحو ما فعلوا فى العيلفون مدينة الفن والشعر والجمال التى عاشت أسوأ اللحظات رعباً ووحشة ودموية من بعد أن كانت مدينة تصدر الإبداع في شموخ أحمد المصطفى وسيد خليفة والجاغريو والكحلاوي ومبارك حسن بركات ومعتز صباحي وموسوعية وعلم وفقه عثمان خالد مضوي وغيرهم وغيرهم كثير…
مدينة بهذه الأصالة والجلال والجمال هاجمها هؤلاء الهوانات الكلاب لم يراعوا لخصوصيتها ولم يستشعروا بعدها الوجداني وثراءها الاجتماعي فعاثوا فيها فسادًا نهبًا وسرقة وأسرًا وإرهابًا لأسرها الكريمة…
فكان طبيعياً أن يستشعر الشعب السوداني خطورة ماهو مقدم عليه بعد أن تركت مليشيا حميدتي وهواناتها الكلاب الخونة منازلة كواسر قواتنا المسلحة الباسلة التي أذاقتهم الويل وجحيم ((الجغم)) وأضحت مجرد مرتزقة تنهب وتغتصب وتقتل لأتفه الأسباب…
استشعر دورًا واجبًا حتمًا عليه بضرورة التصدي لهذه المليشيا المتمردة والقضاء عليه…
إن بيان شرق النيل فتح بابًا واسعًا لبداية النضال الوطني ضد هؤلاء الكلاب وذلك عبر تجييش الشعب كله وتسليحه وتجهيزه حتى يتصدى لأية محاولة اجتياح لمدينة أو منطقة أو حي…
هو إذن الشعب السوداني الأبي بدأ طوفان ثورته من شرق النيل التي أرادت أن تسطر صفحة في تاريخ السودان تصديًا للاحتلال على غرار ما فعلت كتائب القسام فهم لها وأحق وأولى بالبطولة والرجولة والكبرياء والكرامة والانتصار…
عمر كابو