الطرف الثالث
د. أحمد عيسى محمود
في رحلة البحث عن أبرة السلطة في عويش خرابه. أقام الشيوعي ندوة بالثورة. انهاها قبل أن تبدأ. وذلك لإحساسه بالحرج من قلة الحضور. والشارع في انتظار بيان توضيح منه لما حدث (هيهات). والكل مترقب بيان لجنة الأطباء السلولية (يا ريت) حتى يعرف الشارع عدد المفلوعين بالحجارة. والمختنقين بالبومبان. والهاربين من المخروشين والكرجاكات. والأبالسة في حيرة من الأمر بعد تيقنهم تماما بأن الشارع وضع بينه وبينهم نقطة سطر جديد. ليقطع حميدتي عشمهم في جنة الحكم مرة أخرى. وذلك بإعلانه لرفض العسكر تسليم السلطة لقابضي الرواتب من السفارات. هذا الإعلان له ما بعده من التداعيات. حيث فتحت قحت النيران عليه بشأن تلك الأموال (سوف نتابع مستقبلا حربا ضروسا نفيا وإثباتا لتلك الأموال). وتصعيدا للأحداث أيضا أعلنت لجان (قمامة) الخرطوم عن أسبوع ضاغط والعصيان المدني. وفي وسط خراب قحت للوطن في جميع مرافقه. هناك طرف ثالث متدثر بثوب الوطنية الفضفاض. وعلى رأس القائمة مولانا المرغني الذي أعلن عن مبادرة جديدة للوفاق الوطني. تضاف لتلك المبادرات الوطنية التي تبحث عن استقلال الوطن من الاستعمار السفاراتي. حسنا فعلت أيها المرغني. وأن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي. وليت البداية تكون بلملمة الفصائل الإتحادية. ومن بعد ذلك معالجة سرطان العضوية المزروعة في الحزب أمثال: منقة ونمر. وعشمنا في الله ثم في مبادرة مولانا كبير. لما للرجل من سيرة عطرة. ووطنية صادقة. ومن هنا نناشد الطرف الثالث في المعادلة السياسية بأن ينشط ويحاصر التنمر القحتاوي الكذوب. ليعيد قطار الوطن لسكة السلامة. وهذا لا يتأتى صراحة إلا بشق الأنفس (لا تحسبن العودة تمرا أنت آكله **** لن ترجع الوطن حتى تلعن القحتا).