مقالات
العظماء هم الذين يقودون الأوطان
لم يكن حدثا عاديا أو مناسبة يطويها طئ النسيان ولا تاريخ يمكن المرور عليه مرور الكرام بل تاريخ هو محفور في ذاكرة الشعوب ومسجل في سفر تاريخها العظيم لا ينتابه التشويه وغير قابل للتدليس ولا وجود للمدلسين كتبته أقلام صدق وشهد عليه شهود عدول ، بل هما مناسبتان عظيمتان وداع ملكة الأمبراطورية التي لا تغيب الشمس عنها والتي في سبع عقود علي العرش جلوسا شهدت عظمة بريطانيا وزارت مستعمراتها وجلست الي حكامها ذائعي الصيت من أمثال تشرشل عظيم بريطانيا ورمز الانتصار في الحرب العالمية الثانية فاكتسبت ما اكتسبت من خبرات وحنكة ودراية وحكمة وتولت وراثة التاج في أول الخمسينيات من القرن الماضي وشهدت حركات التحرر وزارت دول الكومنولث وكان من ضمن الدول التي زارتها السودان في زيارة محفورة في وجدان الشعب السوداني وسعدت بها الملكة نفسها فكانت لها وقع خاص عندها زادت من وشائج المحبة بين السودان وبريطانيا فكان خط هيثروا الذي اضعناه عربون محبة وسلام ووئام ثم الآن تتلوها جلسات الأمم المتحدة وهي حدث تحتفي به الأمم وهي المجمع الضخم لدول العالم كل يعرض ما يحيط به وما يريد ، إنهما مناسبتان عظيمتان وتاريخان مشهودان ليس في دفتر دولة واحدة لوحدها بل في سجلات البسيطة ودولها أجمع وما دام هكذا حدثان عظيمان فقطعا لا يكون حضورهما إلا هم العظماء بعينهم ، فقد ذكرتنا الملكة وخصتنا بالزيارة وزارت بلادنا في حياتها وردننا لها الحب حزنا وشهدناه تشيعا وكان رئيس مجلس السيادة البرهان هناك حاملا تعازي أهل السودان وغدا الي الأمم المتحدة مسجلا حضور السودان في دفتر حضورها الذي كنا منه غيابا عقودا أدخلتنا عزلة بليدة بسبب سياسات رعناء وحكام لا يعرفون مصلحة البلاد وها هو القائد الذي ليس له هم سوي الوطن حاملا همه صباح مساء طارحا قضاياه معلنا دوما انه مع الثورة منادي الي كلمة سواء مطالبا أبناء الوطن وأحزابه أن يجمعوا أمرهم ويقبلوا علي بعضهم لبناء وطن السلام والعدالة ومجددا الدعوة مع تأكيده أن الجيش جميعه حزم أمره وترك الأمر للمدنيين وذهب الي محيطه دفاعا عن الوطن وحاميا مكتسبات الشعب وليس لهم رغبة في حكم ولا شهوة في سلطة بل هم جنود للوطن وحماة لحدوده وتحت رهن إشارة الشعب ، فللوطن أعداء ومتربصين ويجب أن لا نكون لهم من السامعين ، ونقول له أيها القائد العظيم فإن السودان محتاج لكل بنيه فالجيش جيش الشعب والسلطة سلطة شعب فلنكن شعبا وجيشا في خط واحد لبناء وطن عظيم واحد كلنا فيه سواء يحكمنا دستور التراضي والمواطنة بلا تمييز . شندقاوي