أخبار سياسية

الغول الديمقراطي أسرار التمويل الأجنبي للمجتمع المدني السوداني (2 _ 4)

المسار نيوز الغول الديمقراطي أسرار التمويل الأجنبي للمجتمع المدني السوداني (2 _ 4)

تحقيق : فريق المرصد السوداني

في الحلقة السابقة تحدثنا عن دور المعونة الأمريكية في تمويل النشاط السياسي ، وفي هذه الحلقة  سنتطرق للجهات الأخرى التي تتولى الصرف على الغول الديمقراطي السوداني .
في ديسمبر 2020 قدمت مفوضية الإتحادي الأوروبي حزمة مساعدات لدعم التحول الديمقراطي منها 7 مليون يورو لدعم مكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك  و 35 مليون يورو لدعم برامج الحماية المجتمعية  ، ومن بين الجهات التي تغذي (الغول) أيضا الصندوق الوطني للديمقراطية NED والذي تأسس في العام 1983 في عهد الرئيس رونالد ريغان وبإشراف مدير وكالة الإستخبارات المركزية وليام كاسي  ، ليكون ذراعا للولايات المتحدة في حربها الباردة ضد الإتحاد السوفيتي ، وفي جلسة استماع امام الكونغرس في العام 2016 أعلن كارل غيرشمان مدير الصندوق الوطني للديمقراطية أن الصندوق أنفق في العام 2013 ما يقرب من ثلاث ملايين دولار فى برنامجٍ يتعلق بدعم منظماتٍ غير حكومية أدارت احتجاجات (الميدان الأوروبى) التي أسقطت الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا في 2014 وخلفه رئيسا مؤقتا ورئيسا آخر أستبدل صداقة روسيا بصداقة الغرب والولايات المتحدة ليخلفه زيلينسكي الذي واصل سعيه نحو الإنضمام لحلف الناتو والإتحاد الأوروبي ويفشل في ذلك  ، لترزح دولته منذ أكثر من ثمانية أشهر تحت قصف وحصار الدب الروسي ويده الثقيلة وحلفائه في العالم الغربي  لا زالوا مترددين في التدخل المباشر .
بالعودة للصندوق الوطني للديمقراطية  ، ففي ديسمبر 2019 وقع الرئيس الامريكي دونالد ترامب على إجراء أقره الكونغرس برفع ميزانية الصندوق من 180 مليون دولار إلى 300 مليون دولار للعام 2020 ، وفي ما يلي السودان فقد أنفق الصندوق ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف دولار في أنشطة تتعلق بدعم منظمات المجتمع المدني في السودان في العام 2020 ، وقد تم تفصيل ما تم إنفاقه في تقرير نشر على الموقع الرسمي للصندوق على الانترنت وعلى هذا الرابط
https://www.ned.org/region/africa/sudan-2021/
حيث ذكر التقرير مبالغ منحت لمنظمات مجتمع مدني ومراكز غير حكومية سودانية منها :
مركز الخاتم عدلان للاستنارة ، شركة دار الحداثة للأنشطة المتعددة ، ستيشتنغ للصحافة الحرة (أحد داعمي راديو دبنقا)  ، المبادرة السودانية للتنمية (سوديا) ، كونفليكت داينميك انترناشونال _ السودان ،  مركز الخرطوم للإعلام  ، مركز حقوق الإنسان والتنمية hudo الذي يغطي قضايا دارفور وجبال النوبة ومقره في كمبالا ، مركز فاكتس للصحافة ومنظمات ومؤسسات ثقافية وإعلامية أخرى ،
فقد ذكر في التقرير بالتفصيل : (المركز الأفريقي للعدالة والسلام 90.000 دولار ، مركز الخاتم عدلان للإستنارة 24.000 دولار ، كونفليكت دايناميك سودان 174.000 دولار ، مركز بادية 120.000 دولار ، مشروع الفكر الديمقراطي 200.000 دولار ، جمعية وعي 287.000 دولار ومراكز ومشروعات أخرى ) .
كما ذكر  التقرير الذي نشر في يوم 12 فبراير 2022 أنه بين 3 يونيو 2021 و 20 اكتوبر 2021  تلقت المجموعة السودانية للديمقراطية أولا مبلغ (122305) دولار من الصندوق الأمريكي لدعم الديمقراطية تحت بند (محاربة المؤسسات الاقتصادية العسكرية والأمنية السودانية) ، ونظمت المجموعة ثلاث ورش آخر ورشة كانت في فندق امبريال بمدينة ود مدني يوم 17 أكتوبر 2021 أي قبل قرارات البرهان بأسبوع وقد حضر الجلسة 21 شخص ، وكانت أجندة الورشة التحقيق في الفساد وانعدام الشفافية في الشركات المملوكة للجيش والأمن وتقديم توصيات حول كيفية زيادة الرقابة والشفافية والمساءلة لهذه الشركات ، واجراء تحقيق معمق بشأن الشركات المملوكة للجيش والأمن في السودان .
أدار الجلسة واشرف عليها الاستاذ عبد الله ديدان الموظف السابق بمكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ، ويرأس مجلس أمناء المجموعة الصحفي عبد الرحمن الأمين المتواجد خارج السودان منذ سنوات .
أما منظمة المجتمع المفتوح التي أسسها الملياردير اليهودي الأمريكي جورج سوروس ، فلها طرق غير تقليدية في دعم الأنشطة السياسية في مختلف دول العالم ، فهي تتبنى وسائل دعم معقدة خصوصا في البلدان التي تشهد قبضة أمنية قوية ، ففي العام 1998 مول جورج سوروس الثورة الصربية بإنشاء حزب اوتبور المعارض للرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسوفيتش (شعار حزب اوتبور هو نفس شعار تشكيل غاضبون بلا حدود الذي ينشط في مظاهرات السودان ) ، كما مول سوروس الثورة الوردية في جورجيا 2003 ، ثورة البرتقال في اوكرانيا 2004 ، ثورة التوليب في غرقيزستان 2005 ، الثورة القرمزية في التبت 2008 ، ثورة الياسمين في تونس 2010 ، ليمتد منها الربيع العربي نحو مصر واليمن وسوريا وليبيا والسودان ، فأستحق سوروس عن جدارة لقب الأب الروحي للثورات الملونة ، وقد حققت منظمة المجتمع المفتوح نجاحات كبيرة  في بناء أنظمة على أنقاض أنظمة أخرى ، فهي تعمل عبر صناعة أغطية ملائمة لأعمالها في البلدان المستهدفة ببنود صرف طبيعية وتبرعات خيرين وناشطين مستقلين .

المرصد السوداني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى