الفيكم إتْعَرفَتْ !
من أعلى المنصة
ياسرالفادني
عندما صاحت المناقل ومن قبلها نهر النيل واااغوثاه ! لم تجدان إلا القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، القوات المسلحة التي إستجابت لهذا النداء ، وضعت كافة إمكانياتها اللوجستية تحت تصرف هؤلاء المنكوبين وسيرت قوات الدعم السريع القوافل لهذه الجهات ، أثبتوا أنهم أهل الحارة وأهل الواجب ، و إنبري بعض الوطنيون الخلص وبعض رجال الأعمال لنجدة أهلهم في المناقل مثل الكاردينال وآخرين ، أجرهم بلا شك عند الله عظيم لهم مني جميعا كل التحية والتقدير
غابت البعثة الأممية التي يتسيد علي كرسيها (سبة الزمان) فولكر ، لم تصدر البعثة أي بيان كما كانت تصدر من قبل كلما حدثت فتنة أو ابتلاء في دارفور ، حتي الآن لم يطلب رسميا فولكر دعما إغاثيا للمنكوبين ولم يقدم أي دعم مالي من المال السايب الذي يدخل خزينته والذي بنود صرفه المالي يصرف علي الخراب وأنشطة العملاء ، لم تزور البعثة المناطق المنكوبة برغم الأرواح التي فقدت والمنازل والمنشاءات التي إنهارت ، تنصل فولكر وتنصلت بعثته عن هذا الواجب بالرغم أن هذه الاشياء من ضمن مهامها التي تمثل أولوية في وجودها في هذه البلاد
لا أثر لما يسمي بلجنة أطباء السودان ولا أثر للبيانات الملونة كذبا أثناء ونهاية كل مئوية تخرج وتخرب ، اللجنة الوهمية التي ظلت تفرض نفسها وتكون مصادر اخبارية لبعض القنوات التي تفقد الصدق والنقل الخبري الشفيف ، الضحايا الذين فقدوا جراء هذه النكبة هل هم ليسوا بسودانيين وهل لا يستحقون الرصد ولا التعزية لأهليهم كما يستحق الذين يخرجون في الشارع وتضخم فيهم البطولات وبعد يومين تذهب سيرتهم في طي النسيان ؟
لجان المقاومة في الجزيرة والتي تتخذ من مدني رئاسة لها لماذا نراهم دائما أمام صيدلية الخير فقط تصويرا وتفخيما وتضخيما لهم وهم لايتعدون العشرات في المواكب ، لماذا لم يذهبوا إلي المناقل مساندة ودعما بدلا من المواكب التي تخرج كل يومين و (متمومة موية عددا ) !! أمام موقف الأمجاد و لا يصلون إلي كبري البوليس ، لاوجود لهم في المناقل البته ولا حتي ضجت أسافيرهم بهذا الحدث !
الذين في الخرطوم واخذوا خبرات في تتريس شوارع الخرطوم لماذا لا ينقلوا هذه الخبرة ويرسلوا خبراء تتريس إلي المناقل وضواحيها من أجل تتريس السيول التي أحاطت بقرية ود حلاوي ولا زالت، ملوك الإشتباك أين هم ؟ غاضبون أين هم ؟ أين السانات وأين الراسطات ؟، كل هذه المسميات وهم علي وهم ،كل هذه الخبرات التي نالوها في التتريس هي خبرات سخرت للخراب وليس للإعمار
أما السياسيون والحركات المسلحة( ناس قريعتي راحت ) !! لا وجود لهم جلهم منشغلون ، بعضهم في القاعات الفخمة المكيفة وبعضهم في الفنادق والشقق الفاخرة ويمتطون الفارهات ويلبسون البدلات ذوات الماركات العالمية وربطات العنق الفاخرة ، هؤلاء غابوا تماما لم نر حزبا سياسيا ذهب متفقدا وواقفا علي حجم المعاناة لم نر عربات ذات دفع رباعي ذهبت للمساعدة ، لم نر (كمردا) ذهب هناك عدا عضو المجلس السيادي وذهب في وفد ذا صبغة رسمية
في هذه البلاد للأسف الشديد ذهبت المروءة تماما وهي لا تبكي فحسب !! بل هي الآن (تُجَعَّر) ، بلدا بعض من أهلها يغنون فيها (بلدا ما هيلنا) ! ، والبلد (الهيلهم) هي التي جنستهم حتي الذين كانوا وزراء عندما يسافرون في بعثة رسمية خاصة بالدولة يسافرون بالجوازات الأجنبية، انا سوداني… انا …نسمعها عندما يغنيها العطبرواي فقط ولا وجود لعظمتها إلا عند القليل ، (إني من منصتي أنظر….حيث لا أري الآن….. إلا رؤوسا طغت وتجبرت وغفلت وحان إفاقتها ).