الوطن للجميع .. فاجمعوا سهامكم جانباً
كتب محمد عثمان المبارك
لقد أدينا فريضة النضال دون من أو أذي ولا نريد في ذلك جزاء ولا شكورا ولا نزايد علي أحد ولا أحد يزايد علينا ولا نريد من وراء ذلك نصيبا ولا دنيا نصيبها ولا ندعي أننا ملكنا تلابيب الحقيقة وتأبطنا خصرها وعانقنا جيدها وعبثنا بخصلتيها وقبلنا خدها وشربنا من رحيق شفتيها ولكننا مع الباحثين عنها والقاصين أثرها والمترسمين خطاها وإن أخطأنا سجدنا سهوا وإن أصبنا سجدنا شكرا فالطريق المقدس محفوف بالمخاطر وملئ بالحفر ويتربص به أهل الحفر ( بسكون الحاء وكسر الفاء) ومازلنا هرولة وراء الفريضة الغائبة نصلي لها ضحي ونقوم لها ليلا ناظرين نجومها متغزلين فيها عازه ما سليت فمنهم من يبحث عنها في أقاصي الشرق ومنهم من يشد رحاله بحثا عنها في نواحي الغرب ومنهم حيران أسفا يشد شعر رأسه الأصلع وآخر يقول إني برئ منكم إني أري ما لا ترون وما بين هذا وذاك أقلة يصلون صلاة الغائب وما أنفكوا عاكفين حتي يرجع إليهم موسي وطائفة ضلوا وأضلوا وفرحوا بعجلهم ولم يكن فيهم هارون ، أمر بسيط وطريق واضح والذي يختصمون فيه واضح فالوطن للجميع فليجمعوا سهامهم جانبا وليرددوا :
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني اليه في الخلد نفس
فهذا وطن فسيح حياه سليل الفراديس وأرضه بكر وسماؤه مدرار فمالكم كيف تحكمون ولما أنتم متشاكسون فهذا الوطن مقسم بين أهله بالشيوع فليؤدي كل فرد فرضه وحينها سترون وطن الجمال لا فقر فيه ولا مسغبة ، فانبذوا الإختلاف وأتركوا الخلاف فإن الأوطان تبني بسواعد بنيها وتعيش بالحب وتبقي بالأخلاق .
محمد عثمان المبارك
