مقالات

الوطن ينادي هل من مجيب

المسار نيوز الوطن ينادي هل من مجيب

محمد عثمان المبارك

كل عام وانتم والوطن والأسرة الكريمه بالف خير وصحة وسلامة وعافية وستر من الله وربنا يحقق الاماني ويرفع البلاء والوباء ويحفظ البلاد والعباد من كل شر ويجعلنا لبلادنا عمارا ونمشي في مناكبها مطمئنين ونأكل من رزقه فرحا ونعيش في بلادنا أمنا وسلاما وإستقرارا وكل عام والجميع بخير .

لم أكن حضورا ولم يضن قلمي وكثيرا ما شدني حتي أن المداد أتاني سعيا لأكتب وأبارك اليوم السعيد وقد كنت طربا في الدواخل وحزنا علي وطن جريح فلم يكن تأخري حتي عصر اليوم السعيد بخلا أو تعطلا أو تغافلا عن ارسال شعاع المودة لأحبتي ولكن خفقات قلبي تنادي قلبي علي وطني وماذا بلد في مرحلة التأسيس إذ أساسها لم يكن متين أصلا وأعمدة بناءها في أرض زلقة علي رمال متحركة فغدا الإضطراب ملازما لها كما مر عليها المغامرون ردحا من الزمان وجلس في دوحتها التتار فأضحت صفراء أوراقها صفراء تتساقط صباح مساء وكلما هبت نسمة وأشعلت شمعة تتربص بها الرياح الهوجاء ، وكلما فتحت كوة للضوء وظهرت مشكاتها وأرسلت خيوط شعاعها قص أثرها مارد الشر فقطع لسانها وفض بكارتها وسرق يائها فصارت من حرية حربة غرست نابها في أقرب الأقربين وعاشت أطراف البلاد بين السنان بين حرب وضراب وخراب فبكي نيلها وعسعس ليلها فتقاتل الأبناء ولم يجدوا حتي الغراب ليخبرهم كيف يوارون سوءة أخوانهم فلبسنا لباس الجوع والخوف سنينا ، ومازال الشد والجذب قائم ونزاع ليس في محله وتفكير ذاتي وكثير من الذين يبحثون عن المغانم وهم يمشون علي أجساد الشهداء والمتبرطلون يلتقطون عرض الدنيا من بين الدم والدموع يخدمون أياد خفية لا تريد بالوطن خيرا فأؤلئك هم الأعداء فخذوا حذركم فإنهم يتربصون بكم الدوائر لا يعرفون وطنا وليس لهم صديق ولا ولي حميم ، تجمعهم المصالح وتفرقهم وهكذا ما صنعت سنين الكذب وأعوام النفاق إذ لبس قوم رداء الدين ولووا ألسنتهم لتحسبوه من الكتاب فأخذوا عقول البسطاء بالعاطفة وسرقوا نظرهم وهنالك من ساق غيره بحلو الحديث نحو سحاب خلب فغابت بصيرتهم بل خرجت ولم تعد فصاروا بغلا متابع خيلا ، وعلي الذين وطنوا أنفسهم أن يرسلوا شعاع نورهم ليري من أصابت مقلتيه العشي الليلي وتغسل العيون التي غشتها السمادر فيعم النور البلاد ويكتمل البدر تماما حيث لا وجود لخفافيش الظلام ، فالطريق طويل والعقبات كؤد والأشواك منثورة وعلي بابا كما يقول الهنود يتربص بنا ولكن مرجانة حاضرة وبيدها زيتا ساخنا ستصبه علي قطاع الطرق وشذاذ الآفاق ثم تضع ساس مدرسة وندخل الدنيا بإقرأ وبيدنا قلما في اليمين وكراسا بالشمال وعملا دؤوبا ومنجلا وطورية وواسوقا ومسطرينا ندق الصخر حتي تنبجس منه إثنتا عشرة عينا ليعلم كل اناس مشربهم ثم زرعا أخضرا وبيادر يرقص قمحها حبا ووعدا وتمني ، وتكون يدنا هي العليا ولا نأخذ من موفور الشعوب ولا مخرج لنا إلا بالإنتاج ومن لا يملك قوته لا يملك قراره فلنكن سواعد بناء حتي نمشي في موكب الأحرار ولا يتأتي لنا ذلك إلا أن يكون بيننا رجل رشيد يدرك أن الوطن في خطر فيؤذن في الناس بالحق أن تعالوا الي كلمة سواء فإن الوقت ليس وقت شحناء ولا بغضاء فالحصة وطن ولتكن السعادة بعد العيد السعيد قائمة بين بني الوطن لنخرجه من هذه الوهدة ولا خروج منها إلا بالتوافق وإعمال العقل فإن هذا الوطن للجميع فأحسنوا إليه يحسن لكم ويكون مرتعا للأجيال بعدكم ويذكركم التاريخ في سفره العظيم وفي باب العظماء فيفتخر بكم الأبناء ويقولون هؤلاء أباؤنا فمن لي بمثلهم فتكونون ذكري مسافرة في ذاكرة الأجيال والكل يترقب أن نكون كما هذه الأيام سعادة فنركب العظمة فرحا ونغني سائق العظمة سافر وتغني الأجيال من بعدنا ويجري النيل فرحا وتهتز أرضنا طربا وتنبت من كل زوج بهيج فكونوا بحرا يقذف للقريب جواهرا ويرسل للبعيد سحائبا ، ولتكن هذه الأيام السعيدة موعدا للتصافي حتي تصفو الليالي بعد كدرتها ونعيش في وطن الحرية والعدالة والسلام وتكتمل أركان مثلث الإنسانية ونغني لك يا وطني كما غني الخليل ونمير أهلنا ونزداد كيل بعير فجدوا في المسير حتي لا تفوتنا القافلة .

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى