ايهما اولي البرهان ام السفارات
أيهما أولي بتحمل المسؤولية الوطنية القوات المسلحة السودانية ام السفارة الامريكية والسعودية وفولكر وود لباد !! لا انتظر اجابةً لهذا السؤال الصدمة ، فأنا أربأ وانزه نفسي عن الانحياز للاجنبي بهذا الخنوع والابتذال فالقوات المسلحة هي صاحبة الحق الدستوري والاخلاقي ولا مزايدة علي ذلك ، ولكن دعنا نتفق مجازا وخواراً ان لكليهما أجندة خاصة فمن هو الاولي لك ثم أولي لتلتزم حضنه وحصنه ؟ وأيضاً لست بحاجة لاجابة إنما يأتي سؤالي في سياق توضيح العمالة والارتزاق ٠
القوات المسلحة بنص الدستور وقانونها الخاص هي المسئولة عن حماية الوطن في مثل هذه الظروف الحرجة ، لم أقرأ في اي دستور من دساتير العالم انه في حالة عدم وجود شرعية دستورية يكون البديل التدخل الاجنبي بهذا السفور ، انما قرأنا انه في مثل هذه الظروف فان القوات المسلحة هي الضامن الاساس و ينبغي عليها ان تتحمل المسئولية لحين تأسيس الشرعية المدنية ودونكم قانونها والذي يقرأ في مادته السادسة :-
6/ أهداف وواجبات القوات المسلحة .
القوات المسلحة السودانية قوات عسكرية قومية التكوين والهدف ولاؤها لله والوطن ، وتكون لها المهام والاختصاصات الآتية :
(أ ) حماية سيادة البلاد والدفاع عن النظام الدستوري والزود عنه ٠
(ب) تأمين سلامة البلاد والدفاع عنها فى مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية ٠
(ج ) تأمين احترام سيادة حكم القانون والحكم المدنى الديمقراطى وحقوق الانسان ٠
( د ) التصدى لحالات الطوارى المحددة قانوناً ٠٠٠٠٠ انتهي )
ألا بعد تدخل هذه السفارات وبهذه الصورة المبتذلة تدخلاً خارجياً يجب حسمه !! هنالك البعض من الساسة يريد ان يوقع الفتنة بين القوات المسلحة كمؤسسة والمجلس العسكري كمكون سياسي مدعياً ان الأخير انقلب علي سلطةٍ شرعية لمآرب شخصية وهذه بلا شك فرية لها اهدافها السياسية لزعزعة الثقة داخل المؤسسة العسكرية ، فالمعلوم بالضرورة ان للقوات المسلحة تراتبية لا يمكن تجاوزها وهولاء الضباط الخمسة الذين هم الان في المقدمة جاءت بهم هذه التراتبية ، وقد اتضح كذلك ان هذه المؤسسة العريقة والتي لها مواقف مُشَرِّفة من قبل مع شعبها لا تسعي للسلطة من أجلها ولكنه تقدير لمعالجة وطن مأزوم ومبتلي بساسة دون قامته ، كما لا اعتقد ان هنالك عاقل يقبل ان تعود القوات المسلحة لثكناتها في ظل هذه الظروف المعقدة ليخلو للسفارات ولهولاء الساسه وجه السودان وليكون هذا الشتات مسئولاً عن وطن مثقل بهذه التحديات الامنية وليعوثوا فيه بلا هديً ولا كتاب منير ، وفي تقديري ان القوات المسلحة تعلم جيداً انها بين يدي مسئوليات جسام مساءلة عنها امام الله والتاريخ
ويجب عليها ألّا تتخلي عن شعبها الذي لا يرضي لها بديلاً في هذا الظرف الحرج مهما كانت المبررات الواهية التي يطلقها هولاء ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لبيت العنكبوت لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) والمسئولية التي يجب ان تتحملها القوات المسلحة اليوم هي في الواقع مسئولية دستورية وقانونية ولكنها قبل ذلك فهي مسئولية ضمير واخلاق فيجب ألّا تلتفت القوات المسلحة لهولاء الشركاء المتشاكسون وتتحمل مسئوليتها كاملةً غير منقوصة ، وعليها أن تكمل مؤسسات الحكم من رئيس لمجلس الوزراء وحكومة قومية مهمتها ادارة فترة الانتقال التي لا ينبغي لها ألّا تتجاوز العام والنصف ثم تُجري انتخابات تؤسس لشرعية مدنية ( تجربة سوار الدهب وما ادراك ما سوار الدهب ) ثم تعود القوات المسلحة من بعد ذلك الي ثكناتها لممارسة مهامها التقليدية مشكورةً مأجورة ، واذا كانت هذه المقترحات لا تتم الا بانقلاب عسكري فلتكن قرارات ٢٥ / أكتوبر انقلابًا عسكريًا فالوطن في حاجة لذلك ، فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب وضرورة ، وعبر هذا المقال أطالب القوات المسلحة أن تتحمل مسئوليتها وان لم تفعل ذلك فأذنوا بحربٍ اهلية لا تبقي ولا تذر وانفصالات اقليمية وعرقية تمزق الوطن شر ممزق ، وفي تقديري اننا قد أضعنا زمناً طويلًا في البحث عن الوحدة والاتفاق وثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان هذا الطلب يستحيل تحقيقه ولذلك يجب ان تعلن الموسسة العسكرية عن خطةٍ جديدة تحفظ الوطن وتضمن الانتقال نحو الغايات السامية للثورة وتتجاوز هذا العبط والسفه ٠
مبارك الكوده