مقالات

برمه ناصر في ( فتيل )

المسار نيوز برمه ناصر في ( فتيل )

معاذ طه يكتب

قبل ان يجف مداد توقيع برمه ناصر رئيس حزب الامة علي الوثيقة التوافقية الجديده ، طالعنا حزب الامة ببيان تبرأ فيه مما قام به برمه ناصر ، نافيا ان يكون توقيعه عبر مؤسسية الحزب ومباركته ، رغم ان الجميع شاهد برمه وهو يوقع من منصة التوقيع ، وبما اننا لا نعرف اي صفة او مسمي اخر لبرمه عند التوقيع ، فان الافتراض بانه قام بذلك بصفته رئيسا للحزب يبدو هو الصحيح رغم نفي بيان الحزب الغريب والمثير للجدل في آن واحد .

  • الحقيقة المره ان حزب الامة ومنذ رحيل الامام – صوت الحكمة والعقل – عليه رحمة الله ، ظل الحزب يعيش ازمة ثقة بين قادته، وتتقاذفه رياح صراعات الاجنحة في داخله ، وظلت قراراته ومواقفه تجاه القضايا السياسيه( رمادية ) ومتناقضة اغلب الاحيان ، وهو ما لا يليق طبعا بحزب سياسي كبير حكم البلاد في فترات سابقة عبر تاريخه السياسي الطويل.
  • ما قام به برمه ناصر لا يخرج من احتمالين لا ثالث لهما ، اولهما ان يكون قد وقع علي الوثيقة بصفته الشخصية لا الحزبية ، وهنا يمكن القول ان هذا الموقف يحسب عليه ، وينبغي ان يحاسب عليه باعتباره تجاوز لمؤسسية الحزب واليات اتخاذ القرار فيه، الاحتمال الثاني – وهو الارجح- ان توقيع برمه انما بموافقة الحزب ، أو لنقل بموافقة غالبية الاعضاء مثلا، وعلي ذلك يكون التوقيع سلميا ويعبر عن موقف الحزب ، فعلاما بيانات النفي والنفي المضاد اذن.
  • المتابع لحزب الامة بعد رحيل الامام يلحظ بوضوح صراع بين جناحين داخله و هو السبب في كل هذه التنقاضات في مواقف الحزب وقراراته ، الامر الذي قد يجعل مصداقية الحزب علي المحك مالم يتم تدارك ذلك ومعالجته عبر مؤسسات الحزب.
  • الجناح الاول يقوده برمه ناصر والذي يبدو اقرب للعسكر ربما بسبب خلفيته العسكرية باعتباره لواء معاش في الجيش، والبعيد لحد ما عن مركزية الحرية والتغيير وقوي الثورة المدنية، كما ان مواقفه تميل الي الوسطية وتقديم بعض التنازلات احيانا ، وهو بذلك انما يسير علي هدي الامام الراحل مقتفيا اثره في تغليب مصالح الوطن علي المصالح الحزبية الضيقة.
  • الجناح الثاني – الصقور- وهو جناح ( آل البيت ) وتقوده مريم المنصورة وبعض اخوانها مع الامين العام للحزب الواثق البرير ، وهذا الجناح كما قلنا من قبل لديه التزام أدبي وأخلاقي مع مركزية الحرية والتغيير والقوة الثورية، ولذلك فانه يعارض اي محاولة للتقارب مع العسكر ومن يواليهم مثل الحرية والتغيير ( الميثاق ) واطراف سلام جوبا.
  • ولكن اين شخصيات مثل الدكتور ابراهيم الامين ، ولماذا هو بعيد عن صدي الاحداث ، وهل سبب غيابه انما بسبب صراع الاجنحة الحالي كما يتردد .
  • ما بدر من حزب الامة يقودنا الي ما ظل يردده البعض وهو ان احزابنا – اغلبها ان لم يكن كلها- تفتقر للممارسة الديمقراطية في داخلها رغم انها تدعي الديمقراطية وتنادي بها، وانه لا يوجد حراك سياسي ديمقراطي حقيقي في هياكلها، يتيح لعضويتها من الصفوف الخلفية – الثاني والثالث – من البروز الي سطح واجهة الحزب وقيادته، وكلنا لم نعرف رئيس جديد لحزب الامة، الاخوان المسلمين وحتي الشيوعي، الا بعد رحيل قادتهم الامام الصادق ، الترابي ونقد علي التوالي ، وقياسا علي ذلك نقول ان مولانا محمد عثمان سيبقي في رئاسة الاتحادي ما بقي حيا طبعا .
  • واخيرا اظن عافية بلادنا السياسية انما تكمن في عافية احزابنا، والعكس صحيح تماما، كما هو ماثل امامنا الان .
    ودمتم سالمين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى