بعض من الحياء ياهولاء..
الدكتور /عمر كابو!!..
أزمتنا مع اليساريين أنهم لا ينطلقون أبدًا من إيمان عميق بقيم الحرية والعدالة والشفافية ولا يعيرون ذكاء الشعب اهتمامًا
ربما كان ذلك نابعًا من قناعة بأن الشعب السوداني ينسى فلا يتذكر وربما تأثروا ببعض الكتابات الفلسفية التي ذهبت إلى تبخيس التاريخ ونفى دوره في الحياة مثل الفيلسوف نيتشه الذي ذهب في كتابه (جدوى وضرر التاريخ للحياة) للقول :- ((إن كل فعل يقتضي النسيان وأنه من المستحيل مطلقا أن نعيش من دون أن ننسى))..
هاهم لصوص لجنة التمكين فلقوا رؤوس الناس بصراخهم العنيف لمجرد أن النيابة العامة قامت بالقبض عليهم في جرائم فساد معلومة للكافة بعد أن صادروا الأموال العامة والخاصة وحولوها إلى منفعتهم الشخصية رافضين توريدها رغم تنبيه وزراء مالية حكومة حمدوك الثلاثة الذين تعاقبوا على كرسي الوزارة لهم إلى ضرورة توريدها لخزانة الوزارة إلا أنهم عجزوا عن فعل ذلك ؛ حيال ذلك لم تجد النيابة العامة بدًّا من تحريك الإجراءات القانونية اللازمة في مواجهتهم بعد أن استندت إلى بينات قوية معضدة متماسكة أولها تقرير لجنة وزير المالية التي تم تشكيلها لمراجعة تلك الأصول والأموال المستلمة بواسطة هؤلاء اللصوص الفاسدين المجرمين فكانت أن وصلت إلى حقيقة جرمهم وفسادهم الكبير أرقاما فلكية تجاوزت ٦٦٣ مليار دولار كانت كافية لعلاج الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تحاصر البلاد٠ نهبوها دون أن يطرف لهم جفن فما أن تم القبض عليهم إلا ثارت ثورتهم وعلا نباحهم وأرادوا أن يمارسوا (الطلس) على الشعب السوداني بزعم أن النيابة العامة قبضت عليهم دون وجه حق وأنها سيست موضوعهم..
ينسى هؤلاء الحمقى أن الشعب السوداني ذكي ولماح وحصيف يستطيع أن يميز الأشياء ويقيم المفسد من الصالح والخبيث من الطيب..
لكن هذه ليست القضية القضية أن هؤلاء اللصوص الفاسدين المجرمين نسوا تمامًا مافعلوه بالعدالة ومؤسساتها فإن صح زعمهم الكذوب فما عليهم إلا أن يتجرعوا من ذات الكأس الذي سقوا منهم خصومهم الإسلاميين دون ذنب جنوه٠
أجل نسي هؤلاء الحمقى الأغبياء أنهم هم أنفسهم لجنة التمكين التي قامت بسجن الأبرياء وحبست بعضهم في السجون دون أن تمنحهم حق العلاج فارتقوا شهداء لله٠والبعض الآخر ظلوا معتقلين حتى اليوم دون مبرر أو تهمة أوجريمة٠
نسي وينسى هؤلاء الحمقى الأغبياء أنهم من مارس التعنت والعناد في مواجهة الشهيد الشريف أحمد عمر بدر حين حرموا أسرته أن تنقله إلى المشفى وأخيرا جئ به إلى النيابة محمولا على ظهر سيارة في الهجير الحارق وقد منعوا منه الدواء ففاضت روحه..
ونسوا أنهم حبسوا السيدة وداد بابكر حرم الرئيس وحالوا بينها والعلاج حتى أصيبت بالفشل الكلوي وذهبوا و أحضروها بطريقة بشعة مستفزة ملقاة على ظهر عربة في حالة يرثى لها٠٠ وفي تصرف لا يمت إلى رحمة وإنسانية ومروءة الشعب السوداني بصلة قاموا بالتقاط صور لها وهي في تلك الحالة المزرية ثم تبرعوا بنشرها بكل استخفاف وسخرية وتندر ليهتز الضمير الوطني الذي قابل ذلك الفعل الشنيع بالازدراء والرفض والشجب والإدانة٠
ثم نسي هؤلاء وينسون كيف تعاملوا مع كريمات ((شيخ علي)) ووالدتهم الشيخة فاطمة بكل صلف واستبداد وعنجهية وهم يخرجونهن بالقوة من المنزل ثم ما لبثوا أن قذفوا بحقائبهن بطريقة ((تحنن الكافر))٠
نسي وينسى هؤلاء أنهم رفضوا للشهيد الدكتور عبدالله حسن أحمد البشير تلقي العلاج بالخارج من أورام خبيثة بعد أن أوصت لجنة من كبار الاختصاصيين بضرورة سفره فقابلوا ذلك برفض شديد ووعيد صفيق فكان أن فاضت روحه شهيد ظلم وعسف وجور..
ينسى هؤلاء الحمقى الأغبياء أنهم ظلوا يحبسون محمد حاتم سليمان ثلاثة أعوام دون تهمة أو جناية بل دون أن يحققوا أو يتحروا معه مجرد تحرٍّ٠٠
لأجل ذلك قابل الرأي العام تصريح هيئة الدفاع عنهم بأن ( النيابة العامة تتعنت وتهدر حقوق معتقلي (لجنة التفكيك) بالسخرية والازدراء والاستنكار الشديد..
والله العظيم لم أجد رجلًا واحدا من الشعب السوداني ليست له صلة أو مصلحة حزبية أو شخصية تجمعه بهم أبدى تعاطفًا معهم وليس في ذلك استغراب أو عجب فحسب الشعب تمتعه بحساسية طاغية مفرطة ضد الفساد والفاسدين المفسدين..
على النيابة العامة ألا تشغل نفسها بمحاولات اليساريين الفاشلة لإخراج هؤلاء اللصوص
فالشعب السوداني ينتظر بفارغ الصبر بدء محاكمتهم وكله ثقة في قضاء السودان العادل أن يسترد تلك الأموال المنهوبة وأن يصدر أحكامه الرادعة في مواجهة هؤلاء الفاسدين..
ما علينا إذن إن هم نسوا فذاكرة الشعب السوداني متقدة مشتعلة بفسادهم الذي أزكم الأنوف لعنهم الله لعناً كبيراً..