مقالات

بلاغ لأبناء الوطن

المسار نيوز بلاغ لأبناء الوطن
  • السودان سيضيع بين عديمي البصر وقصيري النظر وساسة غارقون في بحور الفشل وما يخرجون من بحر حتي يغوصون في أعماق محيط وهنالك منهم من هو مع الهوي وأتبع من غوي وآخرون مع الهواء حيث أصاب وبعضهم يلعب مع اللاعبين ويخوض مع الخائضين وينهب مع الناهبين إمعة أينما مال فلان يميل ليس له هدف ولا يعرف للحياة معني ولا مغزي وهنالك محجوب الرؤية الذي يري السراب ماء ومنهم من يسمع القول فلا يعرف أسوأه من أحسنه فيقف ما ليس له به علم ومع هذه الجبانة الهايصة ومع كل هؤلاء وأؤلئك دخلت بلادنا الجب ومرت بذقاق المدق ( للذين يعرفون أين تسهر هذا المساء ) فحاصرها فتوات بولاق وجذبوا الذق منها وذهبوا بها الي مكان قصيا ففعلوا فيها الممدود والمقصور وتركوها بمكان غفر حيث لا نخلة تساقط عليها رطب جنيا ولم تجد من يضمد جراحها بل تفتقت عليها الجراح علي الجراح ولم تلد إلا عاقا كأحمر عاد حتي أصبح يقع عليها المثل الذي يقول (أنها تلد ولادة الأحد التي تصلح كل أحد إلا والدها ) وهكذا في دوامة سرنا نتخبط كالذي به مس من الشيطان ولم نهتدي ولم نسمع لناصح ولم نتبع مصلح ومنا من لا يريد إصلاحا أصلا وثلة لا ينظرون إلا لأنفسهم ويرفعون من شأنهم ويدعون أنهم الوحيدون الذين يمتلكون الحقيقة ومن سار في ركبهم نجي ومن أخذ منهاجهم ظفر ومن خالفهم قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر وهم لم يعرفوه أو يلتقون به أو يسافرون معه أو يجاورونه أو يكون لهم صاحب بالجنب ولا جار جنب فعوت الذئاب وتسابقت الكلاب فحط بنا الرحال في وادي الثعالب فنادوا صاحبهم فتعاطي وعقر وهاهي الأمواج تسير بنا حيث لا جودي تستوي عليها البلاد إذ يحركها الغرباء ويسوقها مدفوع الثمن وكذا حال ثلة من بنيها ومنهم من رهن كل أمره وارتمي في أحضان غيره فكثر وتكاثر الإنكشارية وجمعوا حولهم ساسة عميت أبصارهم وقصرت حيلتهم وظنوا أنهم اذا ما اتصلوا بهم وصلوا وتحت لوائهم إنتصروا حتي أصبح منهم من ينفخ فيهم حتي انفجروا كما البركان الذي ترون فهلكوا وأهلكوا ثم دخلوا حربا بالوكالة وأغلب التابعون يجهلون أو يتجاهلون ويصبون الزيت علي النار والبلاد تشتعل من احشائها ومن أطرافها والمسلسل طويل وتقف خلفه دول وأفواج من المرتزقة قادمون وسارقون وهاربون وكذا يريدها الكفيل لنهب خيراتها وأهلها غافلون وبعضهم يتشاكسون ويتنازعون فقد رحل ثلث البلاد بالأمس وها هم يسعون سعيا حثيثا لتكرار الأمر وهاهي المليشيا المأجورة تضع عينها علي دارفور كما رسم لها الحلفاء ومن ورائهم الجهلاء ومن لا يعرف للوطن قيمة وخلفهم الرجرجة والدهماء ومن عميت أبصارهم وتناصفت بصائرهم وعلي الشعب السوداني أن يترك النوم ويصحو فهنالك أمر يحاك وخيوط تنسج ولعيبة وسماسرة فإن لم يكن الإنتباه حاضرا والعقل حاكما فهنالك سودان جديد وبيت له سكان جدد وخارطة جديدة ترسم وقد رأيتم بأم أعينكم كيف قطن مساكنكم من ليس لهم بها ذكريات ولم يدركوا معناتكم وأنتم تضعون ساسها وتلهثون لشراء اثاثها فهل هؤلاء بشر ينطقون أم هم وحوش من الأحراش قادمون ، فهل مثل هؤلاء يرجي منهم إصلاح وكيف يصلحون وهم آلة دمار وهل من يدمر يمكن له أن يعمر قطعا لا وألف لا وعلي شعبنا الأبي أن يقف سدا منيعا حتي لا يذهب الوطن ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وفصيلته التي تأويه ، فإن الأوطان تبني بسواعد بنوها وإن لم يحرسوها ويزودوا عنها فستنوشها السهام وتكثر فيها الآلام ، فإن بلادنا يتربص بها المتربصون وعلي الجميع أن يكونوا علي قدر المسئولية حتي لا يتسرب الوطن من بين أيدينا ولات حين مندم ، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد . محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى