بلد خلاويص
الكاتب علي الشيخ
خلاويص فلم من انتاج مؤسسة الدراما المصريه واخراج الاستاذ خالد الحلفاوي اشترك في تأليفه مؤلفين ابدع مؤلفاه في انتاج عملي ثنائي مزواج بين الواقع والخيال تتناقض الفكره العامه مع المنطق ولكن الرقائق المنبسطه في عمق الفكره وتقلبات احداثه المشوقه جعلته يخرج بالجمال كله حيث تدور القصه حول شخصيه محوريه بسيطه الاسطي حسن الذي ترميه الصدفه امام عقليه امنيه منشغله بمهمة امن البلد ولكن علي طريقة الخوف من تلاشي الكرسي مما يجعل اهمية امن البلد تستوي عند المسؤول مع مصلحته الشخصيه لينقلب الحال في الضمير الحي الي نزوة شرهه تتعامل مع المجتمع بمعيارها الشخصي العقيم وهي ذات القيم التي تمثلت وتتمثل في ساسة بلادنا الذي ابتلينا بهم حيث يتشكل ذات الهوس عندهم لترتبط مصلحة وامن وسلامة الدوله ببقاء الشخصيه في مركز السلطه وهو قطعا تقدير خاطئ تستخدمه عقول (موهومه ) وعقيمه ..
الاسطي حسن ترمي به الصدف لان يتطابق اسم طفله علي ذو السنوات الست مع مدان جريمة امن دوله حوكم بخمسة عشر عام سجن في قضية حيازة واتجار سلاح تمكن من الافلات هربا من تنفيذ الحكم ..
البحث اوصل الجهات الرسميه الي الطفل صاحب الاسم المطابق ولما لم يكن من بد من تنفيذ الامر ليتم عرض الطفل امام الجهات المختصه التي اسقط في يدها انها القت القبض علي طفل حيث عقد الواقع اعلان الجهات الرسميه بالقبض علي المجرم المتصف بالخطوره ..
وهنا تبرز الضغوط علي الجهات الرسميه من الاعلام علي الشخصه الامنيه مما يجعلها تتعمق وتتجنب المساءله والمحاسبه حرصا علي الكرسي لان قصة الطفل وتطابق الاسماء امرا لن يكون مقبولا للرأي العام
اتبعت الشخصيه عدة وسائل لتخفي هذا الفشل حيث منعت عرض الطفل للمحكمة بالكثير من الحجج واخيرا لم يكن امامها سوي الاعتراف بالفشل واعلان الحقيقه ولكن منطق الخوف علي البلد المغروس في الضمير المشوه وتحت ضغوط مرؤسيه والخوف من المحاسبه يبرر لنفسه استخدم الحيله ليقوم باستدراج والد الطفل في عملية ضغط ومساومه ليقر الاخير بانه المجرم المطلوب تحت عمليتي المساومة والضغط علي ان تكون عملية الطفل ستار للوصول الي والده ..
ارتياح الشخصيه الامنيه وتبريرها لكل ماسلف من تصرفات لايحيك بنفسها البته طالما تتكئ علي (مصلحة البلد وامنها )
يتضح من خلال الفكرة العامه ان الفلم ناقش بصوره او باخري اعتلال الفهم لدي تلك الشخصيات وهي ما نقبع في ظله الان حيث يري الكثير من اهل السياسة في السودان متي ماتمكنو من الجلوس علي الكرسي بانهم افضل من يمكنه قيادة البلد واحسن يدير امرها وفي سبيل ذلك يخترق كل النواميس في خطوه فرعونيه باعتقاده الخاطئ وتقديره المعلول ونماذج كهذه هي التي تعج بها ساحتنا السياسيه وهي حتما من يكبل خطانا ويقيد مسيرتنا ويوقعنا في الكثير من الازمات والمحاذير وهو العنوان الرئيس لانعدام دولة المؤسسات ..
تري كيف نخرج من هذه الازمه ومعتنقو هذه العقيدة في ازدياد مطرد وتواجد كبير ؟؟
لا املك الاجابه لطالما النفوس المريضه هي التي تبرز كل يوم وتعتلي المنابر
وخلاويص يابلد ..