تتواثب الأحداث
الداخل والخارج .. تشابك الخيوط وهذا الإنصياع للواقع طوعاً أو كرهاً
كتب رئيس التحرير
وقبل فترةٍ قصيرةٍ كانت منطقة الخليج مرجلاً يغلي .. قطيعةٌ بين قطر وجوارها ، وبين ذلك الجوار وكلٍ من تركيا وإيران ، وبين قطر ومصر قطيعةٌ تسعِّرها بالتنابذ قناة الجزيرة .
وما بين إيران والسعودية كان بوزن ؛
يكون ثفالها شرقي نجدٍ
ولهوتها قضاعة أجمعينا
والجزيرة ظلت رأس الرمح تبضعاً في اتساع الفتق بين السعودية وتركيا .. ويلخص المجريات قول من قال :
فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه
ناءٍ ودانٍ ومخبولٌ ومختبلُ
ثم أن الأمر كله تبدل طرفة عين ..
ثم أن الأرض تمردت ومادت وكانت كارثة القرن كما أطلق عليها وقارب عدد الضحايا ما بين تركيا وسوريا الستون ألفاً .. أما الخسائر المادية فربما تجاوزت المائة مليون دولار ..
وفي البعيد تمعن القوى الغربية في دعم أوكرانيا في تشبثها اليائس أمام الدب بكل مراسه التأريخي ومرونته الاقتصادية وآلته العسكرية المتوحشة .. لكن أمريكا ترى أن الخطر الحقيقي هو التنين الصيني .
أجواءٌ تجاوزت بالفعل معدلات الحرب الباردة على مقياس ريختر .
وفي الداخل السوداني فقد ألقت عصاها واستقر بها النوى ، عقب لقاء الرئيس البرهان ونائبه وما تمخض عنه ، بعد أن نشط المشاؤون بتسويق عداءٍ ماحقٍ بين الرجلين على أنه قاصمة الظهر . وما كان أمام مجزوء قحت “جناح الإطاري” الا أن يرحب مبتلعاً مصطلح “العملية السياسية الجارية” في بيان اجتماع الرئيس ونائبه كأساسٍ يندرج تحته الإطاري ، وما تزامن معه من عدم ممانعة بعضهم في تعديل الإطاري .
إن مجرد استبدال الإطاري – وإن ذكر لاحقاً – بمصطلح “العملية السياسية” يخبر عن تصوراتٍ جديدةٍ تتجاوز هرولة المتعجلين .
في غضون ذلك ظلت مواقف أمثال أردول ومناوي وجبريل وبقية مكونات الكتلة الديمقراطية راسخةُ ، وظلت هي من تتصدى لشطط “مجزوء قحت” ، ولسان حالهم ؛ إما أصلاء شركاء أصحاب أسهم تتساوى ، أو فلا ..
طالما أن الأرض تظل تدور ، بل أن بعضها يتحرك مغادراً حتى إحداثيات الأمس كما فعل الزلزال .. وكمثل الحراك الشرق أوسطي وركون قناة الجزيرة للمجريات بمعزلٍ عن تقارير النشطاء اللاهبة، فلا غرو أن تركن قحت ونشطاؤها طوعاً أو كرهاً إلى درك النسيان ، ويسقط أحمد طه ضيوفه القدامى ليضبط ذبذبات البوصلة من جديد .. ثم أن الشمس ستشرق من جديدٍ وتستمر السماء بزرقتها رغم ركام السحب الداكنة .